بدأ مجلس الأمن أمس مناقشة موضوع العقوبات المفروضة على ليبيا تلبية لطلب من طرابلس، وأكد وزير الخارجية الليبي السيد عمر المنتصر ان العقوبات "غير عادلة لأن ليبيا بريئة". وأشار المنتصر في كلمة ألقاها في افتتاح الاجتماع الى ان الولاياتالمتحدة حولت محاكمات تفجير أوكلاهوما الى ولاية اخرى، وان ليبيا "لا تطالب بأكثر من ذلك"، في اشارة الى طلب طرابلس محاكمة ليبيين متهمين في قضية تفجير طائرة اميركية فوق لوكربي في اسكتلندا في بلد محايد. وتصر الولاياتالمتحدة وبريطانيا على محاكمة المتهمين في اسكتلندا أو أميركا. وأضاف ان "قبول الطلب الليبي سيجعلنا نقترب من اليوم الذي تنتهي فيه معاناة اسر ضحايا الحادث". لكن المندوب الاميركي لدى الأممالمتحدة بيل ريتشاردسون رفض الطلب الليبي قائلاً ان طرابلس تريد رفع العقوبات عنها "والطريق الى ذلك واضح اذ ان عليها تسليم المتهمين حتى يلقيا محاكمة عادلة امام محكمة جنائية مناسبة". ووقف اعضاء المجلس لمدة دقيقة اكراماً لأرواح ضحايا الحادث الذين بلغ عددهم 270 شخصاً وضحايا حادث تفجير طائرة فرنسية في العام 1989 فوق سماء النيجر وعددهم 170 شخصاً. ولم يكن متوقعاً اجراء تصويت في جلسة امس كما ان واشنطن ولندن تستطيعان استخدام حق النقض الفيتو ضد أي مشروع قرار. ويعتقد ان المناقشة ستزيد الضغوط على الولاياتالمتحدة وبريطانيا لإظهار نوع من المرونة إزاء القضية. وطالبت اسر ضحايا حادث الطائرة الاميركية مجلس الأمن بالإبقاء على العقوبات على ليبيا. في القاهرة دعا الكاتب العام للشؤون السياسية الليبية في اللجنة الشعبية العامة وزارة الوحدة السفير حسونة الشاوش الدول العربية والاسلامية الى عدم التزام العقوبات المفروضة على ليبيا منذ منتصف نيسان ابريل 1992. وقال ل "الحياة" "نملك السند القانوني بعد قرار محكمة العدل الدولية اخيرا للتنصل من الاجراءات القسرية المفروضة على ليبيا". وكان الشاوش وصل القاهرة امس والتقى وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى والامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد وبحث معهما في التطورات في الازمة الليبية - الغربية وتنسيق المواقف حيال مطالبة مجلس الامن تجميد العقوبات". واشاد الشاوش بالتحركات المصرية على صعيد الازمة الليبية. ولفت الى وجود مبادرة جديدة تقوم بها اللجنة السباعية العربية التابعة للجامعة، مفضلا عدم الخوض في تفاصيل هذه المبادرة". وتطرق الشاوش الى اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي، الذي عقد في الدوحة، وقال ان "الدول الاسلامية تساند الموقف الليبي وتدعمه خصوصاً بعد قرار المحكمة الذي استند الى ميثاق الاممالمتحدة واتفاقية مونتريال". وقال الشاوش ان "العقوبات المفروضة على ليبيا بعد قرار المحكمة اصبحت غير ذات معنى وليس لها اي سند قانوني واستمرارها يعد تعسفاً لا مبرر له". وتابع ان "الولاياتالمتحدة تسعى حالياً الى البحث عن مخرج بعد قرار المحكمة، وليبيا لا تزال تبحث عن حلّ سلمي لهذه القضية". وكشف الشاوش عن اتصالات تجرى حالياً لترتيب اجتماع ثلاثي بين الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور عزالدين العراقي والأمين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم لتنسيق المواقف على صعيد التحرك دولياً لإنهاء الازمة. واشار الى ان هذا الاجتماع يأتي تنفيذاً لقرار اتخذته قمة طهران في كانون الاول ديسمبر الماضي. واوضح ان قرارات مجلس الامن في شأن ليبيا "جاءت مخالفة للميثاق الذي نص على ان الدول المتنازعة ليس لها حق التصويت في موضوع النزاع، لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا صوتتا لصالح فرض العقوبات على ليبيا وهذا اجراء غير قانوني.