تعهدت بريطانيا منح حصانة لأي شاهد خلال محاكمة الليبيين المشتبه في تورطهما بتفجير الطائرة الاميركية فوق لوكربي في اسكتلندا، عبدالباسط المقراحي والأمين خليفة فحيمة. واكدت عدم تحقيق تقدم في المحادثات التي تجريها ليبيا مع الاممالمتحدة في شأن القضية، فيما أعلنت فرنسا انها لن تعترض على تعليق العقوبات المفروضة على ليبيا اذا استجابت الشروط الاميركية والبريطانية في المحاكمة. وأكد سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة جيرومي غرينستوك لپ"الحياة" ان بريطانيا تتعهد تقديم حصانة للشهود الليبيين الذين يتوجهون الى هولندا للإدلاء بشهادة أثناء محاكمة المقراحي وفحيمة. وقال ان هناك "ضمانة" بعدم "اعتقال" الأفراد الليبيين الذين يتوجهون الى المحكمة في لاهاي للشهادة وتوجيه تهمة اليهم "وبهذا المعنى، توجد ضمانات حصانة". وزاد انه حتى في حال اثبات تورط أي من الذين يدلون بالشهادة فإن حقوقهم تتضمن "عدم ملاحقتهم طالما هم موجودون في هولندا" للشهادة. وتابع السفير ان بريطانيا "تحترم" الاحتياجات الدينية التي يطلبها المشتبه فيهما، اثناء المحاكمة، أو في السجون في اسكوتلندا، اذا ثبت تورطهما بالتفجير. وشدد على ان اصرار بريطانيا على ان يقضي المتهمان العقوبة، اذا صدر الحكم، في سجن في اسكوتلندا وليس في هولندا حيث ستجرى المحاكمة. وزاد انه أبلغ مجلس الأمن أول من أمس المستجدات في قضية لوكربي وسلم الأمين العام كوفي انان "إيضاحات كاملة" عن المحاكمة وأسلوب اجرائها. وشدد على ان الايضاحات تأتي في اطار الاجابة عن مصادر قلق ليبيا والتي أبلغت الى انان. وقال ان بريطانيا "لا تتفاوض" مع طرابلس في هذا الأمر. وجاءت تصريحات السفير بعد جلسة عقدها مجلس الأمن أول من أمس، وأوضح انه ابلغ المجلس والامين العام "جدية" بريطانيا والولايات المتحدةوفرنسا في تقديم "الايضاحات" من أجل ضمان اجراء المحاكمة. وأضاف: "ان الأمر ما زال في يد انان وفريقه الذي يجري محادثات مع الفريق القانوني الليبي الموجود في نيويورك". وزاد: "لا أقول ان اختراقاً حدث"، لافتاً الى ان الاتصالات جدية. فرنسا الى ذلك أ ف ب، قال ديبلوماسيون في نيويورك ان سفير فرنسا لدى الاممالمتحدة آلان دوجاميه أوضح خلال جلسة المجلس ان فرنسا "لن تعترض" على تعليق العقوبات على ليبيا. وتعتبر باريس ان التعاون القضائي للسلطات الليبية كان كافياً لاجراء محاكمة غيابية في فرنسا للمنفذين المفترضين للاعتداء على طائرة لشركة "يوتا" الفرنسية. وبعدما وافقت لندن وواشنطن على محاكمة الليبيين في هولندا، شددت فرنسا على اعطاء رأيها قبل رفع العقوبات. وتتهم باريس عملاء ليبيين بأنهم مسؤولون عن اسقاط طائرة لشركة "يوتا" تحطمت في النيجر في ايلول سبتمبر 1989 مما اسفر عن مقتل 170 شخصاً. وعلى غرار بريطانيا والولايات المتحدة سلمت فرنسا انان "توضيحات" لموقفها، ورسالة بعثت بها الى القاضي الفرنسي جان - لوي بروغيير في تشرين الثاني نوفمبر 1977 تؤكد ان التعاون الليبي يتيح اجراء محاكمة غيابية في فرنسا.