واشنطن، نيويورك، القاهرة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قالت الحكومة الاميركية ان العرض الذي قدمته مع بريطانيا في شأن محاكمة المشتبه في تفجيرهما طائرة ركاب اميركية فوق قرية لوكربي الاسكتلندية في 1988 سيسقط اذا شعرت ان ليبيا تلعب لربح الوقت. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت لأقارب الضحايا ان الولاياتالمتحدة ستستأنف عندئذ حملتها الرامية الى تشديد العقوبات على ليبيا التي تخضع حالياً لحظر جوي بسبب رفضها تسليم المشتبه بهما للمحاكمة. ويأتي التحذير الاميركي بتشديد العقوبات بعد يوم من تحذير بريطاني مماثل اطلقه وزير الخارجية روبن كوك. واطلعت اولبرايت ومستشار الأمن القومي الاميركي ساندي بيرغر اقارب الضحايا على تفاصيل العرض الاميركي الذي يتحدى ليبيا ان تنفذ اقتراحها بمحاكمة المشتبه بهما في هولندا. وكانت الولاياتالمتحدة قبلت الاقتراح الليبي في آب اغسطس الماضي. وانقضى شهران حتى الآن والليبيون يطلبون اجابات على اسئلة تفصيلية تتعلق بترتيبات المحاكمة المقرر ان تجري وفقاً للقانون الاسكتلندي وبرئاسة قضاة من اسكتلندا. وقال اقارب للضحايا للصحافيين عقب الاجتماع ان الولاياتالمتحدة تريد حدوث تقدم في الامر قبل 21 كانون الأول ديسمبر المقبل وهي الذكرى السنوية العاشرة للحادث الذي اودى بحياة 259 هم كل ركاب الطائرة و11 شخصاً على الأرض. وقال دان كوهين الذي فقد ابنته في الحادث: "قالا اولبرايت وبيرغر اننا لا نستطيع ان نسمح بمرور 21 كانون الأول هكذا. وشددا على ان 21 منه موعد مهم". وقال رونالد نيومان، وهو نائب مساعد لوزيرة الخارجية الاميركية ان "الوزيرة شددت على تصميمها على ضرورة تحقيق العدالة. ولكنها قالت ايضاً ان هذا العرض ليس للأبد". وأضاف: "هناك بعض الاسئلة الليبية ونحن نحاول توفير الاجابات. لكنني لا اعتقد ان من المعقول ان يخلص احد من ذلك الى اننا سنظل معلقين الى الأبد". وتتركز اهم الاسئلة الليبية على مكان انعقاد المحكمة في هولندا ومكان سجن المتهمين في حال دانتهما المحكمة. وقال بيرغر للصحافيين: "عندما نعتقد انهم لم يعودوا يسألون اسئلة مشروعة وانهم انما يماطلون فمن المؤكد اننا لن نستمر". وأضاف الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن: "مع مرور الوقت سيأتي وقت يتضح فيه ان الليبيين لا يعتزمون الامتثال وان هذا لم يكن الا العوبة. وعندها سيتعين ان نقرر ما ينبغي عمله". وفي نيويوركالأممالمتحدة، اعلن مصدر ديبلوماسي غربي ان لجنة العقوبات في الأممالمتحدة نددت خلال جلسة مغلقة باقدام خمس دول افريقية على خرق الحظر الجوي المفروض على ليبيا. وستوجه اللجنة تحذيراً الى بوركينا فاسو واريتريا ومالي والنيجر وتشاد. وقد شرحت هذه الدول للجنة انها قررت عدم التقيد بالحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة منذ العام 1992 على ليبيا وذلك تطبيقاً لقرار منظمة الوحدة الافريقية. وأوضحت لجنة العقوبات التي تضم الدول الممثلة في مجلس الأمن، ان قرارات المجلس هي فوق القرارات التي تتخذها المنظمات الاقليمية. وفي القاهرة أكدت مندوبة ليبيا لدى الجامعة العربية السفيرة سلمى راشد استمرار المساعي للحصول على "ضمانات" للمواطنين الليبيين المتهمين في قضية لوكربي قبل تسليمهما الى السلطات الهولندية. واشارت في هذا الشأن الى وجود فريق قانوني ليبي في نيويورك لإجراء محادثات مع الاممالمتحدة لمناقشة الجوانب القانونية المتعلقة بإجراءات المحاكمة. ونفت السفيرة راشد، في اعقاب لقائها امس وزير الخارجية المصري عمرو موسى، وجود نفور في العلاقات بين طرابلسوالقاهرة. وقالت: "العلاقات اكثر حميمية. وستشهد الفترة المقبلة تطوراً".