أجرى الرئيس بيل كلينتون امس محادثات مع الملك حسين تركزت على كيفية الخروج من الطريق المسدود الذي وصلت اليه عملية السلام في الشرق الاوسط وتداولا في ما اذا كان على الولاياتالمتحدة اتخاذ المبادرة للعب دور الوسيط الحقيقي والكشف عن خطتها لاخراج العملية من المأزق الذي تواجهه. في غضون ذلك قام مسؤولون اسرائيليون بحملة مضادة بهدف اقناع الادارة بعدم الاعلان عن مبادرتها. وكان الملك حسين اجرى بعد ظهر الاربعاء الماضي محادثات طويلة مع المسؤولين في وزارة الخارجية تخللتها خلوة استمرت اكثر من ساعة مع الوزيرة مادلين أولبرايت. وأكد العاهل الاردني اعتماد الجميع بقوة على مساعدة الولاياتالمتحدة بالنسبة الى عملية السلام المجمّدة حالياً. وقال: "من المهم لمستقبل المنطقة ولكل شعوبها اغتنام الفرصة وعدم السماح بتدهور الاوضاع الى ابعد مما وصلت اليه الآن". وبدورها قالت الوزيرة اولبرايت انها بحثت مع الملك حسين في عملية السلام والوضع العراقي "وقد شرحت لجلالته ان الولاياتالمتحدة ملتزمة دفع العملية الى امام وان 1997 لم تكن سنة جيدة لعملية السلام، علماً ان بداية 1998 لم تكن ايضاً رائعة". وكررت ان الادارة "نجحت في كيفية التحرك وسرعته وتوقيته على اساس الافكار التي قدمناها الى الاطراف". وقالت ان "على زعماء المنطقة، وهم جزء منها، محاولة حل "المشكلة" عبر اتخاذ القرارات"، مضيفة ان "التركيز يجب ان يكون عليهم". واضافت اولبرايت ان البحث في الموضوع العراقي تركز على اهمية التزام الرئيس صدام حسين واجباته حيال مجلس الامن وبالتالي حيال المجموعة الدولية. وتناول البحث ايضاً الاجراءات التي اعتمدناها لتوضيح موقفنا ودعمنا للاتفاق الذي عقده الامين العام للامم المتحدة بغية المضي في عمليات التفتيش التي تقوم بها لجنة اونسكوم. واكد الملك حسين بدوره ان الاردن "كان واضحاً جداً لجهة الحاجة الى التزام العراق بشكل كامل وشامل قرارات مجلس الامن "ونأمل بأن يصبح ذلك حقيقة، علماً بأننا قلقون على الشعب العراقي … ولنأمل في ان نرى يوماً ما وضعاً مختلفاً". وقال انه "يتطلّع الى عراق حرّ وديموقراطي يكون مثالاً للتعددية وآمل بأن يتمكن الشعب العراقي من التحاور للعيش في ديموقراطية تضمن للعراق ان يلعب دوراً ايجابياً على صعيد مستقبل المنطقة، وسنستمر في العمل من اجل ذلك قدر طاقاتنا".