أكدت طهران انها حاكمت مواطناً ألمانياً بتهمة اقامة علاقات جنسية مع امرأة ايرانية مسلمة. وشددت على ان المحاكمة جرت "وفق القوانين القضائية" في ايران، واعربت عن الدهشة لرد الحكومة الالمانية في هذا الشأن. وكانت بون اعلنت الجمعة الماضي ان حكماً بالاعدام صدر عن احدى المحاكم في طهران بحق رجل اعمال الماني دين باقامة علاقات جنسية مع ايرانية "مسلمة"، وأكدت وزارة الخارجية الالمانية ان هذه القضية يمكن ان "تسيئ بشكل خطير" الى العلاقات بين البلدين. وقال وزير الخارجية كلاوس كينكل ان حكومته تشعر ب "صدمة" لحكم الاعدام على رجل اعمال الماني يبلغ من العمر 56 سنة، محذراً من تدهور جديد في العلاقات الالمانية - الايرانية. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية الدكتور محمود محمدي اعرب هو الآخر عن "الدهشة لرد فعل وتصريحات المسؤولين" في بون واعتبر "من غير المنطقي أو المبرر الربط بين هذه الدعوى والعلاقات الثنائية"، مشدداً على ان "القضية مستمرة في مجراها الطبيعي نظراً الى استقلال السلطة القضائية في الجمهورية الاسلامية". ولم تكن وردت اي انباء في السابق في طهران عن هذه القضية قبل ان تكشفها بون. وأوضح محمدي ان "السفارة الالمانية في طهران ومحامي الشخص المعني أحيطوا علماً بكل مراحل القضية منذ بدايتها، وان "محاكمة هذا المواطن جرت امام محكمة مختصة وفق القوانين والانظمة القضائية. لكنه لم يشر الى العقوبة التي قالت بون انها الاعدام. وتترافق هذه التطورات مع اعلان طهران رفضها استئناف "الحوار الناقد" مع الاتحاد الاوروبي، واكدت انها "حريصة على ازالة التوتر" مع العالم لكن ذلك "لا يعني التخلي عن المبادئ". وأكد وزير الخارجية الدكتور كمال خرازي ان "مسألة الحوار الناقد مع اوروبا ليست مطروحة وهي منتفية بالنسبة للحكومة الايرانية"، مشدداً في الوقت ذاته على رغبة حكومته في "اقامة علاقات واجراء محادثات على قاعدة الاحترام المتبادل". وكان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اعتبروا الاثنين الماضي ان التطورات التي شهدتها ايران في الاشهر الاخيرة منذ انتخاب الرئيس سيد محمد خاتمي تجعل من المفيد معاودة الاتصالات على المستوى الوزاري خصوصاً وان العلاقات بين الجانبين عرفت انفراجاً عقب عودة السفراء الاوروبيين الى طهران في نهاية العام الماضي. ومن المقرر ان يحدد الاتحاد في نهاية الشهر موقفاً جديداً مشتركاً من العلاقات مع ايران. الى ذلك، عاود الرئيس خاتمي التأكيد ان حكومته "حريصة على ازالة التوتر في العلاقات الخارجية الايرانية" لكنه شدد على ان ذلك "لا يعني تخلياً عن المبادئ" ودعا الى "التفكير والتخطيط لما يحفظ أمن الجمهورية الاسلامية ويؤمن مصالح الشعب" مشدداً على ان هذا الخيار "يتطلب ديبلوماسية فعالة وواقعية".