بدعوة من "جامعة ثقافات العالم الفرنسية" يحيي حامد السعدي قارئ وخبير المقام العراقي مع فرقة الجالغي البغدادي حفلات موسيقية في 21 الجاري على مسرح مدينة روان في المركز التجاري وفي باريس في 23 و24 و25 الجاري في مركز جامعة ثقافات العالم الفرنسية، ثم ينتقل السعدي والفرقة الى جنيف لاحياء حفلة في 27 الجاري في "القاعة الزرقاء". وعنوان حفلات السعدي "مقامات عراقية" التي يجيدها خصوصاً الصعبة منها والمنسية اضافة الى الأغاني التراثية. وتأثر حامد بيوسف عمر الذي يعتبر التلميذ الأول في مدرسة محمد القبانجي. ونشأ حامد على الأنغام والمناقب النبوية في محلة باب الشيخ. ودخل الاذاعة في 1984 وأول مقام أداه هو مقام "سعيدي مبرقع". وقام بتعريب مقامين يقرآن باللغة التركية هما "مقام فوريات" و"مقام التفليس" وجعلهما باللغة العربية مع الاحتفاظ بجوهرهما النغمي الأصلي. ومعلوم ان المقام العراقي أصعب الأداءات النغمية في العراق. ولدى حامد السعدي قدرة هائلة على التمكّن من النغم لأداء المقام. والمقام العراقي فن غنائي كلاسيكي قائم على تراكيب نغمية سلمية الشكل والموضوع وهو خلاصة ما ورثته المدينة من غناء عصور ماضية فصار طابعها المميز لها عن غناء الريف والبادية. والمقامات العراقية لها ابتداء سمي التحرير وانتهاء سمي التسليم، وبينهما مجموعة من القرارات والاجابات والقطع النغمية يؤديها قارئ المقام من دون الخروج عن الصيغ التقليدية. وحامد السعدي يعتبر قارئ المقام الأول في العراق بعد رحيل الروّاد الكبار محمد القبانجي ويوسف عمر لما يمتاز به من إلمام بأداء وشرح جميع المقامات العراقية الرئيسية والفرعية وجميع اليستات العراقية التراثية، ودرس المقام العراقي في بيت المقام العراقي لمدة ست سنوات ومثل العراق في مؤتمر الموسيقى العربية في القاهرة بعد مرور 66 عاماً على تأسيسه وفي مهرجان المدينة في تونس، أخيراً. أما فرقة الجالغي البغدادي فهي الفرقة التقليدية المصاحبة للمقام العراقي وتتكون من أربع آلات هي السنطور والجوزة والطبلة والرق. العازفون على هذه الآلات يحسنون معرفة المقامات وتسلسل أركانها وقطعها وأوصالها وهم يؤدونها عزفاً بصورة متقنة. وفي المقامات العراقية كلمات وعبارات مغولية وفارسية وتركية من إفرازات المراحل الزمنية يلفظها قارئ المقام منغمة ضمن مسار المقام أو يتخذ منها سمة لتحرير المقام مثل أفندم سيدي أو جانمن روحي أو دلي من قلبي أو يا دوست يا حبيبي وغيرها.