احتفى فنانون ومثقفون عراقيون اليوم (الجمعة) في تجمع أقيم بشارع المتنبي في العاصمة بغداد بمرور ربع قرن على رحيل سيد العصر الذهبي للمقام والأغنية العراقية وأحد سلاطين الطرب الراحل محمد القبانجي. وعرف القبانجي الذي اكتسب هذا اللقب نظراً لمزاولة مهنة القبانية في متجر يعود لعمه بحلاوة صوته الذي يرتاح إليه مستمعوه لا سيما مع الأغاني المعروفة بالبستات البغدادية وهي لون غنائي تراثي. واشتهر القبانجي المولود في بغداد عام 1900 في محلة سوق الغزل (أشهر مناطق العاصمة) بأغان بقيت خالدة في ذاكرة العراقين الذين وجدوا فيها متنفساً. وهم يتغنون بها حتى اليوم لما تحمله من معان ودلالات اجتماعية وحياتية على رغم قدمها. ومن تلك الأغاني الشهيرة «المجرشة» و«يلي نسيتونه» و«قدم لي برهانك» و«أنا المغني»، فضلاً عن عشرات الأغاني الشهيرة التي ذاع صيتها ولا تزال تحتفظ بها مكتبات الأشرطة الصوتية. وخلال هذا التجمع الاحتفالي قدم كل من قارئ المقام خالد السامرائي وطه غريب وصلات غنائية اشتهر بها القبانجي مع فرقة الجالغي البغدادي.وتفاعل معها الجمهور الواسع في قاعة مركز بيت المدى الثقافي. وسطع نجم القبانجي في منتصف الخمسينيات عندما بلغ عطاؤه أوجه وأصبح مطرباً للمقامات والأغاني. وهو كان يؤلف أغنايته أو ينتقيها أحياناً من الشعر القريض . وتعلم القبانجي قراءة المقام العراقي والأغاني من والده الذي كان يقرأ المقام في الحفلات الشعبية في المناطق البغدادية. ونال القبانجي الذي برع في «الحويزاوي» و«النهاوند» و«الجمال» من ألوان المقام العراقي وسام المقام عام 1978. ورشح لإحدى جوائز منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1979. وتوفي سنة 1989 بعد مسيرة طويلة.