كشف سياسي قبطي مصري وقائع لقاء عقدته معه مسؤولة في السفارة الاميركية في القاهرة ضمن سلسلة من اللقاءات تمت بين ديبلوماسيين اميركيين ومعارضين مصريين ينتمون الى تيارات سياسية مختلفة. وقال الدكتور رفيق حبيب ل "الحياة" ان مسؤولة قسم حقوق الانسان في السفارة التقته اخيراً بناء على طلبها وناقشت معه اوضاع الاقباط في مصر ورأيهم في ما جاء في تقرير الكونغرس الاخير حول تعرضهم للاضطهاد، مشيرا الى ان الديبلوماسية الاميركية ركزت خلال النقاش على نقاط محددة مثل المعوقات التي تواجه الاقباط في بناء الكنائس وعدم تقلدهم مناصب عليا وعمليات اعتداء تعرضوا لها في السنوات الاخيرة. وقال حبيب انه اكد خلال اللقاء على ان الاقباط بمختلف طوائفهم "لا يشعرون بأنهم يتعرضون لاضطهاد" وانهم "يرفضون ما جاء في تقرير الكونغرس ويعتبرونه تدخلا في الشؤون الداخلية المصرية وهو أمر غير مقبول من كل المصريين". واضاف: "قلت لها ان الاضطهاد عمل منظم والحال في مصر مختلف، فلا توجد اجراءات او سياسات منظمة ضد الاقباط على الاطلاق ... اما مسألة بناء الكنائس فإنها تتعلق بالاسلوب البيروقراطي في معالجة الامور ونمط السيطرة الحكومية، والمثال على ذلك ان بناء المساجد كان يتم في الماضي دون اية قيود لكن الحكومة تدخلت في الامر ايضا وصار بناء المساجد يستوجب الحصول على ترخيص". واوضح حبيب انه انتقد خلال اللقاء الدعاوى التي تطلق في الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية حول مسألة التدخل الاجنبي لحماية الاقباط. وقال: "اكدت لها ان ما يحدث داخل مصر امر يخص المصريين فقط. وبافتراض وجود مشاكل فإنها مسائل داخلية ليست لأي طرف آخر علاقة بها وحينما يحاول احد الاطراف الخارجية التدخل فإنه يتدخل بدافع الضغط على الدولة، وهو امر غير مقبول لانه يفقد الدولة استقلالها ويؤدي الى مشاكل اكبر. كما ان التدخل الاميركي بالذات لا يتفق مع سياق التصرفات الاميركية اذ ان اميركا تسعى دائما نحو تحقيق مصالحها وليس الحفاظ على حقوق احد او تحقيق العدالة الدولية". وذكر ان الديبلوماسية الاميركية طلبت منه رسالة لنقلها الى اعضاء الكونغرس فأكد لها ضرورة ابلاغهم "اننا على ثقة ان الامر بعيد عن حسن النية ولا يحق لهم الحديث عن مشاكلنا الداخلية وما يفعلونه يضر بالمسلمين والاقباط معاً وهو امر مرفوض، وعليهم ان يعلموا ان الاقباط لم يكونوا مستهدفين من جانب الاسلاميين المتشددين من الاصل ولكنهم كبش فداء لان اي حركة تهدف الى محاولة قلب نظام الحكم تبحث عن كبش فداء والاقباط كانوا يوما والسياح جاء عليهم الدور في مرحلة تالية. فالاقباط والسياح هدف سهل يعلم المتطرفون انه يسبب الازعاج للحكومة. واذا كانت الجماعات المتطرفة لديها من القوة ما يمكنها من مواجهة الحكومة لما لجأت الى الاعتداء على الاقباط أو السياح". واضاف حبيب انه ابلغ الديبلوماسية الاميركية وجهة نظره التي تقوم على ان "كل المشكلات الداخلية التي تتعلق بحقوق الانسان او الديموقراطية او الحرية السياسية يجب ان تكون حلولها نابعة من الداخل واي محاولة للتعاطي معها من الخارج غير جائزة دوليا، فضلا عن انها ستكون غير مجدية علماً بأن الولاياتالمتحدة تستخدم تلك المشاكل لتحقيق مصالحها فقط. فاذا كانت على وفاق مع دولة فإنها تتغاضى عن كل شيء وتهمله من حساباتها اما في حالة وجود خلاف معها فإنها لا تتوانى عن انتهاز الفرصة لممارسة الضغوط باستخدام الاوضاع الداخلية في تلك الدولة".