كشفت مصادر ديبلوماسية غربية أمس ان الولاياتالمتحدة ستعاود طلعاتها الجوية الاستطلاعية فوق العراق الشهر المقبل انطلاقاً من قواعد جوية أردنية، في خطوة تصعيدية قد تمهد لإحتمال توجيه واشنطن ضربات جوية لأهداف منتخبة داخل العراق. وقالت هذه المصادر لپ"الحياة" ان الأردن وافق على معاودة الطلعات الجوية الأميركية التي تحمل اسم Southern Watch والتي كانت توقفت أواسط العام 1996، وأوضحت ان هذه الطلعات تستهدف مراقبة التزام العراق عدم خرق الحظر على الطيران العراقي. ولم توضح المصادر ما اذا كان الأردن سيشارك بأي شكل في هذه الطلعات التي كانت موضع انتقادات شديدة من المعارضة الأردنية وبعض الأطراف العربية. ويذكر ان الولاياتالمتحدة تقوم بمثل هذه الطلعات انطلاقاً من مواقع اخرى في منطقة الخليج. وبدأ الأردن الشهر الماضي تسلم 16 طائرة مقاتلة أميركية من نوع "اف - 16" في اطار برنامج للمساعدات العسكرية الأميركية. وكان الأردن برّر سماحه للمقاتلات الأميركية بالقيام بطلعات استطلاعية انطلاقاً من قواعد في شرق المملكة بحاجة الطيارين الأردنيين الى اكتساب الخبرة في قيادة طائرات من هذا النوع قبل حصول الأردن على المقاتلات الأميركية، فضلاً عن ان هذه الطلعات الاستطلاعية تأتي تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية. وقالت المصادر الديبلوماسية ذاتها ان واشنطن تواجه شبه اجماع عربي في المنطقة ضد توجيه ضربات جوية للعراق، مشيرة الى ان الولاياتالمتحدة تخطط لضربات جوية مماثلة لتلك التي نفذتها ضد الصرب في البوسنة والهرسك في أعقاب تعرض قوات الأممالمتحدة لقصف صربي قبل عامين. وكان الأردن ضم صوته الى أصوات دول الخليج العربي في رفضها توجيه ضربات جوية الى العراق ابان الأزمة التي ترتبت على طرد العراق مفتشي الأممالمتحدة قبل شهرين. وقال مرجع سياسي أردني كبير لپ"الحياة" ان موافقة الأردن على السماح للطائرات الأميركية بالانطلاق من قواعد في أراضيه "يعكس قراراً استراتيجياً بمواصلة الضغط على بغداد رغم كل الاعتبارات الأخرى". وأوضح ان هذا القرار "يظهر ان الموقف الأردني من بغداد لم يتغير على الصعيد الاستراتيجي منذ العام 1995 رغم تغير الحكومات الأردنية والتباين الذي شهدناه في الخطاب السياسي الأردني تجاه النظام العراقي في السنوات الأخيرة".