لم تصبح المومياوات مجرد سر من الاسرار الغامضة المحيّرة التي اشتهرت بها مصر القديمة، وخيال ودعابات الكثيرين من مشاهير الكتاب مثل ادغار آلان بو وقصصه الخيالية التي تجعل المومياوات القديمة تعود ثانية الى الحياة. وحكايات تيوفيل غوتييه المثيرة عن المومياء الجميلة والاميرة الفاتنة إيتا التي ستتجرد من معناها وروح الاثارة عندما تعرف كم يفقد الجسم من مكوناته لدى حفظه طيلة كل تلك القرون. بل صارت المومياوات اليوم علماً بذاته يثير جدلاً وسجالاً بين العلماء والاثريين. وهذا ما اكدته المحاضرة التي القاها الدكتور توني تيلور استاذ الطب البيولوجي في جامعة مانشستر قبل ايام وذلك في اطار الموسم الثقافي لمتحف التحنيط في مدينة الاقصر الاثرية في صعيد مصر حول الطرق العلمية في فحص المومياوات المصرية القديمة. وتحدث تيلور عن التجربة الانكليزية في فك لفائف مومياء "حور - م - كنس" احد كبار كهنة آمون في الاسرة ال 21 والموجودة في متحف جامعة مانشستر واعادة تركيب ملامح الوجه على الجماجم المكتشفة. واشار الى عزم جامعة مانشستر انشاء بنك لأنسجة خلايا المومياوات وذلك بأخذ انسجة من الاجساد المحفوظة في كل انحاء العالم، بهدف معرفة الامراض التي كانت منتشرة في العصور القديمة وتاريخها مثل مرض البلهارسيا والتوصل الى فصيلة الدم ومعرفة العلاقات الأسرية في العصور القديمة.