فيما قادت مفاوضات بين تجمع المعارضة الرئيس في موريتانيا "اتحاد القوى الديموقراطية" وجماعة ناصرية منسحبة من حزب السلطة الى اندماج المجموعة في تجمع المعارضة، قاطعت "الحركة الوطنية الديموقراطية" الماركسية "اتحاد القوى" لقبوله الناصريين. وقرر المكتب التنفيذي لپ"اتحاد القوى الديموقراطية"، الذي يقوده أحمد ولد داداه أمس، قبول أعضاء "التنظيم الوحدوي الناصري" السابق الذين انسحبوا من "الحزب الجمهوري الديموقراطي" الحاكم اعضاء فيه بعد مفاوضات استمرت نحو شهرين. وخلال مناقشة القرار انسحب ممثلو "الحركة الوطنية الديموقراطية" الماركسية سابقاً من اجتماع المكتب التنفيذي احتجاجاً على قبول الناصريين في الحزب.وعلل اعضاء الحركة رفضهم قبول المجموعة بالقول ان الناصريين "كانوا مسؤولين عن أعمال القمع التي طاولت الموريتانيين السود خلال نهاية الثمانينات وبداية التسعينات" بحكم الوجود المكثف للناصريين في الادارة وجهاز الأمن في تلك الفترة. وقال عضو في "اتحاد القوى" مؤيد لولد داداه لپ"الحياة" ان الماركسيين "ووجهوا بأن هذه الاتهامات غير صحيحة وبأن وراء الاعتراض أسباباً غير موضوعية". ويعتقد ان الماركسيين سينسحبون فعلاً من الحزب. وهناك اشاعات عن محاولات للعودة الى التحالف مع الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي احمد الطايع. ويتشكل "اتحاد القوى" من جماعات سياسية غير متجانسة هي "المستقلون" أنصار ولد داداه والماركسيون السابقون، والأفارقة السود. وكانت جماعات أخرى تنضوي تحت لواء الحزب لكنها انسحبت خلال الأعوام الأخيرة. ويقول عارفون بشؤون الأحزاب السياسية الموريتانية ان أسباب اعتراض الماركسيين على الناصريين تعود من جهة الى التنافس التقليدي بين الجماعتين اليساريتين وهو التنافس الذي وصل الى حد العداوة على مدى الثلاثين سنة الأخيرة، ومن جهة ثانية الى التنافس بين مكونات حزب ولد داداه، خصوصاً بين رئيس الحزب والماركسيين. ويعتمد ولد داداه الذي انضم الى تجمع المعارضة الذي يرأسه الآن في شكل متأخر على شخصيات سياسية وقبلية مستقلة ومؤيدة للحزب الذين لا ينتمون الى جماعات سياسية تكونت قبل تشكيل الحزب.