أكدت السعودية وإيران أمس "قلقهما البالغ" من انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية، وحمّلتا "كل الدول المصدّرة" مسؤولية تثبيت الأسعار، وتعهدتا "تنسيق جهودهما مع الدول الأخرى في أوبك لإعادة الاستقرار" إلى الأسواق النفطية. وحض بيان سعودي إيراني أذيع في الرياض أمس "الدول المتجاوزة حصصها" في أسواق النفط على بذل "جهود ملموسة لخفض تجاوزاتها"، وشدد على أن السعودية وإيران ستواصلان "جهودهما المشتركة" من أجل تثبيت سعر النفط. راجع ص 9 وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أكد أن انخفاض الأسعار وإعادة الاستقرار إلى أسواق النفط مسؤولية تقع على عاتق كل الدول المصدرة من داخل "أوبك" وخارجها. وأوضح البيان السعودي الإيراني المشترك أن رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الذي يزور السعودية تبادل مع الملك فهد وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وجهات النظر في شأن "العلاقات بين البلدين وقضايا العالم الإسلامي إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية". وأشار البيان إلى تشكيل لجنة وزارية مشتركة تعقد اجتماعاتها دورياً في الرياضوطهران لتعزيز العلاقات بين البلدين. ووصف المحادثات التي أجراها الوزراء والمسؤولون الإيرانيون المرافقون لرفسنجاني مع الجانب السعودي بأنها "مثمرة" أسفرت عن "نتائج إيجابية ملموسة في سبيل تطوير العلاقات" في "المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية ومجالات الزراعة والعمل والشؤون الاجتماعية". وجاء في البيان: "بناء على دعوة رسمية من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قام سماحة آية الله أكبر هاشمي رفسنجاني بزيارة للمملكة العربية السعودية". وأشاد المسؤول الإيراني ب "الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية لخدمة حجاج بيت الله الحرام". وقال بعد جولته أمس على المشاعر المقدسة في منطقة مكةالمكرمة إن "السعودية أنجزت كل ما كان بالإمكان إنجازه خدمة لحجاج بيت الله الحرام، وتبذل الكثير في سبيل تسهيل أدائهم مناسكهم". وزار رفسنجاني منى، وتفقد مشروع الخيم المقاومة للحريق، واستمع إلى شرح من وزير الحج السعودي الدكتور محمود سفر. ويزور الرئيس السابق اليوم جامعة أم القرى ومصنع كسوة الكعبة المشرفة. ورافق المسؤول الإيراني في زيارته للمملكة والتي بدأها في 21 شباط فبراير، وفد يضم مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي، ووزير النفط المهندس بيجن زنكنة، ووزير الزراعة عيسى كلانترس، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية حسين كمالي، ووكلاء وزارات الخارجية والصناعة والتجارة، والثقافة والإرشاد. وغادر الوزراء الإيرانيونجدة إلى طهران أمس بعدما أدوا مناسك العمرة، وسيبقى رفسنجاني في السعودية حتى الجمعة المقبل. وتزامن البيان السعودي - الايراني مع شروط متباينة طرحتها الدول الأعضاء في "أوبك" وأعلنت فيها مواقف مختلفة لقبولها انعقاد الاجتماع الطارئ للنظر في أساليب وقف تدهور أسعار النفط التي اقفلت الجمعة في حدود راوحت بين 03،14 دولار لندن لخام برنت و15 دولاراً للخام الخفيف في نيويورك تسليم نيسان ابريل المقبل و57،12 دولار لخام سلة "أوبك". وقال وزير النفط والثروة المعدنية في الإمارات السيد عبيد بن سيف الناصري إن بلاده ترحب بعقد اجتماع طارئ للمنظمة "إذا كان لدى الدول الأعضاء استعداد كامل لالتزام الحصص المقررة". وحض الوزير على "التنسيق بين الدول المنتجة جميعاً للدفاع عن الأسعار". وأعلنت فنزويلا أمس أنها متحمسة لفكرة عقد الاجتماع الطارئ، لكن وزير نفطها اروين ارييتا قال للصحافيين مساء الجمعة: "إن فنزويلا لن تخفض انتاجها". واقترح دعوة "المنتجين المستقلين" من خارج "أوبك"، مثل المكسيك وروسيا والنروج ومصر وعُمان، إلى حضور الاجتماع. وتتهم دول "أوبك" فنزويلا بانتاج 4،3 مليون برميل يومياً، أي ما يزيد بنحو مليون برميل يومياً على حصتها المقررة في "أوبك" البالغة 4،2 مليون برميل يومياً. وذكر امس في الكويت ان من المحتمل ان توافق الحكومة على تخفيض انتاجها "شرط ان تخفض كل الدول الاعضاء نسبة من حصصها وان تلتزم ايضاً الحصص المقررة". وفي بغداد قال وزير النفط عامر رشيد "إن العراق يصدر حالياً 2،1 مليون برميل يومياً ولديه طاقة انتاجية قدرها 3،2 مليون برميل يومياً". وأشار في مؤتمر صحافي عقده أمس إلى امكانية زيادة الطاقة الانتاجية إلى نحو 65،2 برميل يومياً في فترة شهرين أو ثلاثة، إذا وافقت الأممالمتحدة على تزويد العراق بقطع الغيار اللازمة لإصلاح قطاعه النفطي.