اعرب وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي في تصريح الى "وكالة الأنباء السعودية" أمس عن قلق المملكة ازاء انخفاض مستوى أسعار النفط. وقال "ان المملكة السعودية كغيرها من الدول المصدرة للبترول تراقب بقلق بالغ ما تتعرض له أسعار البترول من انخفاض، وترى انه عندما تهبط الأسعار الى مستواها الراهن فإن مسؤولية حماية السوق واعادة الاستقرار لها تقع على الدول المصدرة للبترول كافة سواء داخل "أوبك" أو خارجها". فيما قالت مصادر انه من الممكن ان تعقد "أوبك" اجتماعاً طارئاً في آذار مارس المقبل شرط ان يبدي المتجاوزون جدية في خفض انتاجهم". ودحض النعيمي المقولة التي ترددها بعض الأوساط والتي تقول ان سبب التدهور في الأسعار مرده قرار "أوبك" في مؤتمرها الأخير في جاكرتا القاضي برفع السقف الى 27.5 مليون برميل في اليوم. وأوضح النعيمي ان ما فعلته "أوبك" في جاكرتا هو محاولة سد الفجوة بين السقف النظري للمنظمة والمستوى الفعلي للانتاج آنذاك والطلب المتوقع على بترولها. ولذلك فإن القول إن سلوك "أوبك" هو السبب الرئيسي لهبوط الأسعار ليس صحيحاً على الاطلاق، فالأسباب معروفة ومن أهمها الركود الاقتصادي الذي حصل في بعض دول آسيا وزيادة الانتاج في الدول الأخرى غير الأعضاء في "أوبك" وتجاوزات بعض دول "أوبك" لحصصها المقررة وحال الطقس". وأكد النعيمي ان دور "أوبك" في استقرار السوق يكمن في التزامها الكامل السقف المتفق عليه في جاكرتا وأضاف ان مشاورات تجري بين دول المنظمة واذا بذلت جهود جدية على صعيد التزام الحصص في اطار هذا الاتفاق واذا استمر عدم التوازن في السوق، فإن السعودية سترحب عندئذ بجهود يجري التشاور في شأنها في اطار "أوبك" لاعادة الاستقرار الى السوق النفطية. وعلى صعيد آخر، قال مسؤول بارز في وزارة النفط السعودية ان بلاده حريصة على التعاون مع فنزويلا عضو منظمة "أوبك" في دعم استقرار أسعار النفط المنخفضة ونفت ان تكون رفضت استقبال أروين ارييتا وزير نفط فنزويلا. وقال المسؤول البارز ان وزير نفط فنزويلا لم يتصل بالسعودية في ما يتعلق بزيارته أو في ما يتعلق بالوضع الراهن لسوق النفط. وأضاف المسؤول ان السعودية "مهتمة للغاية بالتعاون مع الأعضاء الآخرين في "أوبك" ومع فنزويلا الصديقة لإعادة الاستقرار الى سوق النفط". وأشار الى ان بلاده "ترحب بزيارة ارييتا أو أي مسؤول فنزويلي للمملكة في أي وقت لمناقشة وضع سوق النفط". وكان مسؤولون من قطاع النفط في فنزويلا قالوا أول من أمس ان الرياض ألغت زيارة كان مقرراً ان يقوم بها ارييتا للقاء وزير النفط السعودي. وأضاف هؤلاء ان الرئيس الفنزويلي طلب من ارييتا القيام بهذه الزيارة للبحث في ما اذا كانت هناك أسس مشتركة بين البلدين يمكن استخدامها لوقف تدهور أسعار النفط. وكانت أسعار برميل البرنت بلغت أمس 14.28 دولار وهو أدنى مستوى منذ أربعة أعوام. وبلغ سعر النفط العربي الخفيف 12 دولاراً للبرميل. وقالت مصادر قريبة من التفكير السعودي لپ"الحياة" انه في حال خفضت دول "أوبك" التي تتجاوز حصصها، في طليعتها فنزويلا ونيجيريا، انتاجها الحالي بجدية هناك امكان لعقد اجتماع لمنظمة "أوبك" بغية الحديث عن اعادة النظر في الحصص، لكن ذلك لن يحدث قبل ان تظهر الدول التي تتجاوز حصصها جدية في خفض انتاجها. ورأت ان انخفاض سعر النفط مرده الى زيادة العرض النفطي في مقابل انخفاض في الطلب عليه نتيجة انخفاض الطلب في آسيا بعد الأزمة المالية التي تعرضت لها دول آسيوية عدة، كذلك الى اعتدال الشتاء في أوروبا والغرب وزيادة انتاج بعض دول "أوبك". ففنزويلا تنتج ما يزيد على 850 الف برميل أكثر من حصتها المتفق عليها في مؤتمر جاكرتا وهي 2.583 مليون برميل في اليوم. وأضافت المصادر انه في حال أبدت الدول التي تتجاوز حصتها في "أوبك" استعدادها لخفض تجاوزاتها الانتاجية جدياً حتى شهر آذار مارس المقبل، سيكون في امكان "أوبك" عقد اجتماع طارئ للنظر في الحصص لكل الدول الأعضاء. فهناك بعض الدول التي لديها حالياً حصص لا تنتجها لأسباب تقنية مثل ايران التي لديها حصة 3.9 مليون برميل في اليوم وهي تنتج الآن 3.6 مليون برميل في اليوم وليبيا أيضاً تنتج أقل بپ150 ألف برميل في اليوم من حصتها التي هي 1.5 مليون برميل واندونيسيا ايضاً لا تنتج حصتها كلها كذلك الجزائر. وقدرت المصادر مستوى انتاج "أوبك" بحوالى 28.2 مليون برميل في اليوم بما فيه انتاج العراق أي انه يزيد بحوالى مليون برميل في اليوم على السقف المحدد في جاكرتا وهو 27.5 مليون برميل في وقت ضعف الطلب في الشرق الأقصى فيما الشركات وبينها الشركات الكورية تتخلص من مخزونها. وخلصت المصادر نفسها الى القول ان ضعف أسعار النفط، هو بمثابة "حكم" اذ ان المتعاملين في السوق لديهم انطباع بأنه لن يكون هناك عمل عسكري ضد العراق وان الجهود الديبلوماسية ستعطي نتيجة. هناك أيضاً انطباع سائد بأنه في حال حصول ضربة عسكرية للعراق فإنها لن تؤثر على أسعار النفط باتجاه الارتفاع لأن ذلك يعني انه سيغيب عن السوق 700 الف برميل من النفط العراقي المصدر عن طريق تركيا يومياً وليس أكثر من ذلك.