طرحت الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" شروطاً مختلفة وأعلنت مواقف متباينة لقبولها انعقاد اجتماع طارئ للنظر في أساليب وقف تدهور أسعار النفط التي اقفلت الجمعة في حدود راوحت بين 03،14 دولار لندن لخام برنت و15 دولاراً للخام الخفيف في نيويورك تسليم نيسان ابريل المقبل و57،12 دولار لخام سلة "أوبك". وقال وزير النفط والثروة المعدنية في الإمارات عبيد بن سيف الناصري إن بلاده ترحب بعقد الاجتماع الطارئ للمنظمة "إذا كان لدى الدول الأعضاء استعداد كامل لالتزام الحصص المقررة". ودعا الوزير في تصريحات إلى "الحياة" إلى "التنسيق بين الدول المنتجة جميعاً للدفاع عن الأسعار". وأعلنت فنزويلا أمس أنها متحمسة لفكرة عقد الاجتماع الطارئ، لكن وزير نفطها اروين ارييتا قال للصحافيين مساء الجمعة: "إن فنزويلا لن تخفض انتاجها". واقترح دعوة "المنتجين المستقلين" من خارج "أوبك"، مثل المكسيك وروسيا والنروج ومصر وعُمان، إلى حضور الاجتماع. وتتهم دول "أوبك" فنزويلا بانتاج 4،3 مليون برميل يومياً، أي ما يزيد بنحو مليون برميل يومياً على حصتها المقررة ضمن "أوبك" البالغة 4،2 مليون برميل يومياً. موقف الإمارات ورداً على دعوة رئيس "أوبك" ايدا باجوس سودجانا إلى الاجتماع الطارئ، قال الوزير الإماراتي: "إن اتصالات تجري حالياً في شأن الدعوة، لكن لم يتم التوصل بعد إلى رأي محدد"، وأكد ان الإمارات تؤيد عقد الاجتماع "إذا توافرت الشروط لنجاحه". وأشار الوزير إلى أنه ليس لدى "أوبك" آلية لاتخاذ اجراءات ضد الدول الأعضاء التي تتجاوز حصتها الانتاجية، وقال: "إن مسألة التزام الحصص مسؤولية أدبية يتعين على الجميع تحملها". وقالت مصادر نفطية "إن دول الخليج ترى بأن التزام فنزويلا حصتها الانتاجية أو إعلانها الالتزام يفتح الباب أمام عقد الاجتماع الطارئ للبحث في جميع الخيارات للدفاع عن الأسعار". وتواجه أسعار النفظ ضغوطاً بعد انفراج الأزمة بين العراقوالأممالمتحدة، والاتجاه إلى زيادة صادرات العراق النفطية في حال توقيع "تفاهم النفط مقابل الغذاء" الجديد الذي يضاعف قيمة صادرات النفط العراقي في ستة أشهر إلى 2،5 بليون دولار. وفي رد على سؤال عما تردد عن امكان تخفيض "أوبك" سقف انتاجها الذي تعتبره بعض الدوائر النفطية سبباً لتراجع الأسعار، قال الوزير الإماراتي: "إن أي اجتماع للمنظمة يجب أن يركز أولاً على التزام الدول الأعضاء حصصها الانتاجية قبل التفكير بتخفيض السقف الانتاجي". وأكد ان تجاوزات بعض الدول لحصصها الانتاجية يجب أن تتوقف كمدخل أساسي لنجاح أي اجتماع مقبل. وأكد الوزير ان دولة الإمارات مع أي اتجاه لتحسين أسعار النفط، وقال: "إن مراجعة سقف الانتاج ممكنة إذا استدعى الأمر ذلك". وكانت "أوبك" رفعت السقف الانتاجي في اجتماع عقدته في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في جاكرتا بمعدل 10 في المئة تقريباً إلى 75،2 مليون برميل يومياً. وقدرت مصادر نفطية ان انتاج "أوبك" يبلغ الآن نحو 28 مليون برميل يومياً بزيادة 500 ألف برميل على سقفها الانتاجي. ورحب الناصري بدعوة سلطنة عُمان إلى عقد اجتماع تنسيقي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقال: "إن الدعوة العُمانية بادرة طيبة لكن يتعين أن يناط بالأمانة العامة لمجلس التعاون اجراء اتصالات في هذا الشأن وتنسيق مواقف الدول الأعضاء". الانتاج العراقي وفي بغداد رويترز قال وزير النفط عامر رشيد "إن العراق يصدر حالياً 2،1 مليون برميل يومياً ولديه طاقة انتاجية قدرها 3،2 مليون برميل يومياً. وأشار في مؤتمر صحافي عقده أمس إلى امكانية زيادة الطاقة الانتاجية إلى نحو 65،2 برميل يومياً في فترة شهرين أو ثلاثة، إذا وافقت الأممالمتحدة على تزويد العراق بقطع الغيار اللازمة لاصلاح قطاعه النفطي. وقال رشيد: "في ظل الظروف الحالية لن يكون العراق قادراً على تصدير أكثر مما قيمته اربعة بلايين دولار من النفط الخام في المرحلة الثالثة لاتفاقه مع الأممالمتحدة". وأضاف: "ان العراق يتفاوض حالياً مع الأممالمتحدة في شأن توفير المعدات المطلوبة لصناعة النفط العراقية"، وشدد على أنه ستُعطى الأولوية في تقديم العقود في هذا المجال لأصدقاء العراق. وكانت الأممالمتحدة وافقت في وقت سابق من الشهر الجاري على قرار بزيادة قيمة صادرات العراق من النفط في المرحلة الثالثة ومدتها ستة أشهر من اتفاق النفط مقابل الغذاء إلى 256،5 بليون دولار من بليوني دولار كما كان الحال في المرحلتين الأولى والثانية. ويرمي الاتفاق إلى تمكين العراق من استيراد أغذية وأدوية حيوية لمساعدة شعبه الذي يعاني بشكل متزايد من جراء عقوبات فرضتها المنظمة الدولية على بغداد بعد غزوها الكويت في آب اغسطس عام 1990. الموقف الكويتي وفي الكويت قال الخبير الاقتصادي عامر التميمي ان من المحتمل ان توافق الكويت على تخفيض انتاجها "شرط ان تخفض كل الدول الاعضاء في اوبك نسبة من حصصها وان تلتزم الدول الاعضاء ايضاً الحصص المقررة". واستبعد الخبير الاقتصادي جاسم السعدون ان "يستخدم المسؤولون الكويتيون او اعضاء البرلمان حجة تعرض الآبار النفطية للدمار اثناء الغزو العراقي ذريعة لاستثناء الكويت من أي خفض للانتاج". الموقف السعودي كانت المملكة العربية السعودية شددت سابقاً على انها "تريد التزاماً كاملاً بحصص الانتاج قبل ان تفكر في جدوى تنفيذ اجراءات متنوعة منها الاشتراك في الاجتماع الطارئ الذي اقترحه سودجانا". وأعربت السعودية امس، في بيان صحافي مشترك مع ايران صدر اثر انتهاء زيارة الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني، عن "القلق البالغ من تراجع اسعار النفط". وأكد البيان "ان مسؤولية اعادة الاستقرار الى الاسعار تقع على عاتق الدول الاعضاء كافة في منظمة اوبك". وكان وزيرا النفط في السعودية وإيران اجتمعا اثناء زيارة رفسنجاني الى الرياض. ولم يُكشف شيء عما دار في الاجتماع. وكانت مصادر في الرياض قالت لپ"الحياة" ان وزراء النفط في دول مجلس التعاون لن يعقدوا اجتماعاً طارئاً للبحث في تراجع الاسعار... لكن المصادر شددت "ان فكرة الاجتماع جيدة لكن يجب التريث في انتظار ما تنتهي اليه المداولات التي تجري بين اعضاء اوبك".