أعلن وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين أمس ان الولاياتالمتحدة تأمل بأن تشارك دول مجلس التعاون الخليجي أو تساهم في بحوث مكثفة تجرى في أميركا لتطوير منظومات دفاعية مضادة للصواريخ "معقدة ومكلفة جداً". وقال إن ردود الفعل الخليجية في شأن هذا الموضوع "كانت ايجابية". ولاحظ كوهين في حديث إلى الصحافيين في معسكر أميركي في الصحراء الكويتية أمس ان "الانتشار السريع لتكنولوجيا انتاج الصواريخ في المنطقة مثل الصاروخ الإيراني شهاب 3 وصواريخ أخرى أبعد مدى لدى دول أخرى، يهدد القوات الأميركية والناس في المنطقة". وزاد: "نحن في أميركا نصرف أموالاً كثيرة على تطوير سلسلة من الدفاعات المضادة للصواريخ، ونأمل بأن نكون في وضع نتعاون فيه مع أصدقائنا في المنطقة، إما للمشاركة، وإما للمساهمة في البحوث لتطوير هذه الدفاعات ولربما للعمل على نشرها في المستقبل". وتابع: "نحن لا نتحدث عن أسلحة معينة أو دول معينة فيما يتصل بالصواريخ بل عن التهديد في حد ذاته". والتقى وزير الدفاع الأميركي في الكويت أمس الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ سعدالعبدالله الصباح ووزير الدفاع الشيخ سالم الصباح، وقال: "علاقاتنا مع الكويت قوية جداً ووجود قواتنا هنا يمثل التزامنا أمن الكويت". وأشار إلى دعوة وجهها نائب الرئيس الأميركي آل غور إلى الشيخ سعد لزيارة واشنطن قبل نهاية السنة "حتى تستمر حكومتانا في التشاور في المواضيع ذات الاهتمام". وزار كوهين معسكراً لفرقة المشاة الثالثة في الجيش الاميركي في منطقة "الأديرع" التي تبعد 40 كيلومتراً عن الحدود مع العراق. واطلع على خطة تدريبية يبدأها اليوم حوالى 1200 جندي من الفرقة مزودين دبابات ومدفعية ثقيلة، مع وحدات من اللواء الخامس عشر المدرع الكويتي. وقال للجنود: "انتم هنا تبعثون برسالة قوية للعدو هي انكم قوة لا يعبث معها ورسالة للاصدقاء انكم هنا للمساعدة والمساندة". ورأى ان الرئيس صدام حسين "لا يزال يلعب لعبة القط والفأر مع الاممالمتحدة" وان "بعض العرب يتعاطفون مع معاناة الشعب العراقي لكنهم لا يوجهون اللوم الى من يستحق على هذه المعاناة، وهو صدام". وأشار مجدداً الى وجود 20 الف جندي اميركي في منطقة الخليج وامكان زيادة العدد الى نحو 40 الفاً مع زيادة عدد الصواريخ من طراز "كروز" خلال 90 ساعة وقت الحاجة. وتحدث عن التوتر بين سورية وتركيا مكرراً دعم واشنطن جهود الرئيس حسني مبارك للوساطة، وقال: "لا نأمل برؤية صراع في تلك المنطقة". واعرب عن تفهمه غضب ايران لمقتل الديبلوماسيين الايرانيين في افغانستان، وعن امله بسعي طهران الى حل ديبلوماسي لهذه المشكلة. ورداً على سؤال عن اتهام ايرانالولاياتالمتحدة بأنها تحاول اثارة توتر في المنطقة من اجل بيع الدول الخليجية اسلحة قال كوهين: "لا نسعى، الى زيادة التوتر بل خفضه، لكن من واجبنا توضيح الاخطار للخليجيين، ونسعى الى تحسين العلاقات مع ايران، وارسلنا اشارات واضحة الى حكومة الرئيس خاتمي". وتمنى ان تختار دولة الامارات شراء طائرات اميركية من طراز "اف - 16" لسلاحها الجوي. وعن احداث كوسوفو قال كوهين ان التحالف الغربي ربما يتوصل اليوم الى قرار في شأن العمل العسكري ضد الصرب اذا لم يستجيبوا للقرارات الدولية. وكان الوزير زار عُمان في اطار جولته الخليجية الحالية، وقابل السلطان قابوس بن سعيد وناقشا الحظر على العراق وعملية السلام في الشرق الاوسط وجهود مكافحة الارهاب، وانتشار اسلحة الدمار الشامل. ونوه كوهين بجهود عُمان لمكافحة الارهاب، مشيراً الى ان السلطنة ستبقى شريكاً امنياً مهماً للولايات المتحدة. وشدد السلطان قابوس خلال المحادثات على ضرورة دفع عملية السلام.