واشنطن، باريس، لندن، القاهرة، مسقط، ابو ظبي - "الحياة" - أكد الرئيس بيل كلينتون ان الولاياتالمتحدة حصلت على الدعم الذي تحتاجه لاتخاذ قرار في معالجة الازمة مع العراق، وذلك في إشارة الى جولة وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين على المنطقة. وأعلن الناطق باسم الخارجية جيمس روبن ان الرئيس الاميركي سيوفد مستشاره لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر الى فرنسا وربما الى دول اخرى في اوروبا في نهاية الاسبوع في مهمة مماثلة لجولة كوهين على الخليج والشرق الاوسط. وقال كلينتون ان واشنطن تأمل بأن يقدم مجلس الامن رسالة "قوية وواضحة" الى العراق بالموافقة على مشروع قرار بريطاني يدين العراق. راجع ص5 وفي هذا الاطار اعلن السفير البريطاني لدى الاممالمتحدة سير جيريمي غرينستوك ان المجلس وافق على مشروع قرار يدين العراق ويدعوه الى ان يستأنف تعاونه مع مفتشي "اونسكوم" فوراً. وواصل كوهين جولته الخليجية فغادر الدوحة امس الى مسقط حيث استقبله السلطان قابوس بن سعيد وعرض معه تطورات الازمة. واكد السلطان قابوس لكوهين اهمية التزام العراق قرارات الاممالمتحدة وضرورة معالجة هذا الامر استناداً الى قرارات مجلس الامن ذات الصلة. وانتقل كوهين الى ابو ظبي حيث استقبله رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي دعا الى "ضرورة التوصل الى حل سياسي للازمة مع العراق" واكد موقف بلاده الداعي الى "ضرورة التوصل الى حل سياسي للازمة". وتوجه كوهين بعد ذلك الى شرم الشيخ حيث استقبله الرئيس حسني مبارك، وبحث معه في نتائج جولته. وغادر كوهين الى الاردن حيث من المقرر ان يجتمع مع ولي العهد الأمير الحسن بن طلال ورئيس الوزراء السيد فايز الطراونة. وكان كلينتون اعلن امس في البيت الابيض ان: "معلوماتي تؤكد ان الوزير كوهين قام برحلة جيدة ... نعتقد بأننا سنحصل على الدعم الذي نحتاجه لأي قرار سنتخذه في نهاية الامر". وشدد على ان ذلك يتضمن احتمالات توجيه ضربة عسكرية، وقال: "نعتقد بأننا سنحصل على الدعم الذي نحتاجه وكل الخيارات مطروحة على الطاولة". وفي لندن، وجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس تحذيراً الى الرئيس العراقي صدام حسين، واكد ان الاسرة الدولية "مستعدة للتحرك، واذا ما دعت الحاجة من خلال التدخل العسكري" اذا لم يستأنف العراق تعاونه مع "اونسكوم". كما اعلن وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ان الاسرة الدولية لن تحتاج الى تفويض جديد للتدخل عسكرياً ضد العراق. وقال لپ"هيئة الاذاعة البريطانية" ان صدام يعرض نفسه "لعواقب وخيمة" اذا لم يستأنف فوراً تعاونه مع مفتشي الاممالمتحدة. وفي نيويورك، اتفق مجلس الامن بالاجماع على مسودة قرار تدين قرار العراق وقف التعاون مع "اونسكوم" ويطالب بالغائه من دون شروط. لكن القرار، اذا تم تبنيه، لا يهدد باستخدام القوة. واعلن السفير البريطاني لدى الاممالمتحدة سير جيريمي غرينستوك مساء الاربعاء ان مشروع القرار يدعو العراق الى ان يستأنف تعاونه مع مفتشي "اونسكوم" فوراً. لكنه اوضح ان الاعضاء الپ15 للمجلس سيطلعون حكوماتهم على ما توصلوا اليه قبل اعطاء موافقتهم النهائية. ويدين القرار اعلان العراق وقف تعاونه مع "اونسكوم" في ما اعتبر "انتهاكا صارخاً" لقرارات الاممالمتحدة. لكن القرار لا يهدد باستخدام القوة. واستطاعت الصين حذف فقرة من المسودة تنص على ان العراق يمثل تهديداً للسلام والامن الدوليين. في حين ادخلت فرنسا تعديلاً يشير الى دور الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، وجاء في نص التعديل ان المجلس سيساند انان في محاولاته للسعي للتنفيذ الكامل للاتفاق الذي ابرمه مع العراق في الثالث من شباط فبراير الذي سمح لفرق التفتيش بدخول جميع المواقع.