اغتنم الرئيس المصري حسني مبارك مناسبة افتتاحه معرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس، ليوجه نداء الى العراق "بالتعقل وتفهم الخطر الذي يمكن ان يتعرض له، وبالتزام تنفيذ قرارات الاممالمتحدة". وبالنسبة الى عملية السلام قال، ان جميع الأطراف تبذل جهوداً "لكن الصعوبة هي في رئيس وزراء اسرائيل وتعنت أفكاره". وتطرق مبارك الى الاتصال الهاتفي الذي اجراه مع الرئيس الاميركي بيل كلينتون، أول من أمس، فقال ان الأخير عبر عن أمله بأن يتم التوصل الى "حلول سلمية" و"ان يسمح العراق للجان التفتيش ببدء عملها من دون شروط"، مشيراً الى ان كلينتون طلب منه المساهمة في التوصل الى حل سلمي. وأكد مبارك ان مصر "تبذل أقصى جهد في عملية السلام مع اسرائيل، لكننا لا نملك عصا سحرية، والرئيس الاميركي يبذل ايضاً جهداً بقدر الامكان ... هناك اقتراحات جارية تدفع عملية السلام، لكن الوقت ليس ملائماً للافصاح عنها، وعملية السلام استغرقت جانباً طويلاً من حديثي مع الرئيس كلينتون". وقال: "نتانياهو يعرقل عملية السلام وموضوع العراق لن يؤثر أو يغطي على عملية السلام ... وفي اتصالي الهاتفي مع كلينتون قلت له ان تجميد الموقف يتضمن خطورة على المنطقة ويجب الاستمرار في دفع العملية السلمية". وحول العلاقات مع قطر أوضح مبارك "انها دولة عربية صديقة أياً كانت الظروف، ولا نريد ان ننزلق الى الخطأ حتى لو وقع الآخرون فيه". وأشار الى قضية طرد العمالة المصرية، وأوضح: "جزء كبير منهم ليسوا معارين من جهات مصرية رسمية وتعاقداتهم شخصية وهناك اتصالات لعودتهم الى مصر" معرباً عن أمله في "أن يسود العقل لأن الشعوب هي الباقية". وأضاف: "على رغم ما حدث اتصلت بأمير قطر وتشاورت معه في موضوع العراق لأننا نتعامل مع الاحداث بعقلانية ونتفادى أي أزمة، ونتصرف ككبار". وحول العلاقات مع ايران نفى مبارك وجود "تباطؤ" في تحسين العلاقة، لكنه أشار الى ان "هناك ايحاء بأن العلاقات على وشك ان تعود، ولكن اتخاذ قرار عودتها لا بد ان يكون محسوباً بما يتفق المصالح العليا لمصر"، مشيراً الى ان "محاولات عودة العلاقات لم تتوقف في مراحل كثيرة وتمت لقاءات مع عدد من المسؤولين الايرانيين ناقشت خلالها معهم الموقف بصراحة". وأكد "لن نتسرع في عودة العلاقات مع ايران قبل التحقق من نياتها لأن الأولوية لمصلحة مصر لكن لا نمانع أن تكون لنا علاقة عادية معها بشرط عدم التدخل في شؤوننا الداخلية". أما في ما يتعلق بالعلاقات المصرية - السودانية فأكد مبارك رغبة مصر في "ان تكون لدينا علاقات طيبة مع كل دول العالم، وان لا تكون تعقيدات سواء مع السودان أو ايران"، مشدداً على رفض "انفصال الجنوب وتقسيم السودان، وهو أمر معلن أمام كل الدول الافريقية". وقال: "من أجل هذا كانت اتصالاتي مع رئيس الجبهة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق والمعارضة السودانية لأننا نضع في الاعتبار ألا نهمل المعارضة السودانية". واستطرد: "رغم اننا وقرنق مع وحدة السودان الا ان الدكتور حسن الترابي رئيس البرلمان السوداني نفسه لم يمانع في تقسيم السودان الى دولتين واعطاء الجنوب الحكم الذاتي". وفي ما يتعلق بالصومال وجهود مصر لاعادتها الى وضعها الطبيعي قال مبارك: "الصومال دولة عربية شقيقة يهمنا استقرار الأمن فيها ونحن نطلع الدول الافريقية على تطورات المحادثات". وأكد مبارك على أهمية التضامن العربي لكنه لفت الى انه "يختلف الآن عن الفترات السابقة فهناك متغيرات تمت تجعل التضامن العربي في التسعينات مختلفاً عنه في الستينات والسبعينات. كما ان المتغيرات الدولية كثيرة، لذلك لا بد ان تكون الرؤى واسعة وواعية لما فيه مصلحة مصر مع مراعاة لكل الأبعاد العربية". وتناول الرئيس مبارك خلال اللقاء عدداً من القضايا الداخلية، وصرح وزير الاعلام صفوت الشريف بأن مبارك اكد ان "موضوع خصخصة قناة السويس اشاعة ليس لها أساس من الصحة". ونفى مبارك وجود خلافات داخل مجلس الوزراء، وقال: "انها مجرد خلافات في وجهات النظر اذ لا بد من وجود آراء مختلفة، ومطلوب ذلك، فالوزراء يشكلون فريقاً متناغماً".