ينهي حزب "التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية" اليوم مؤتمره الذي عقد في حضور سفراء من المغرب والمشرق العربيين، وممثلي الهيئات الديبلوماسية الغربية والافريقية، بانتخاب سعيد سعدي اميناً عاماً، وتبني وثيقة وزعت على المؤتمرين في بداية الاجتماع، وتطرقت الى الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها الجزائر. وأشارت الوثيقة الى "ان الاقتصاد الجزائري يفيد 10 في المئة من السكان، في حين يعاني 80 في المئة منهم من الفقر، و10 في المئة من المجاعة". وسجلت "ان الجزائر لا تحظى بدور مهم في الشرق العربي"، ودعت الى "تجاوز الاطار الضيق للمغرب التاريخي للوصول الى اتحاد مع البلدان الاوروبية على الضفة الغربية للبحر المتوسط"، مضيفة ان "من الضروري ان نعلم ان فرنسا تشكل بالنسبة الى الجزائر شريكاً استراتيجياً وليس ظرفياً" وان "الجزائر تمثل بالنسبة الى فرنسا عنصراً سياسياً في مغرب يشكل الحدود الجنوبية لاوروبا". من جهة اخرى رويترز اتهم وزير الخارجية الجزائري السيد أحمد عطاف المتشددين الاسلاميين أول من أمس، بمحاولة تدمير الدولة الجزائرية من خلال حملة ارهاب وتعهد بأن تبقى مؤسسات البلاد وان تقوى. وقال عطاف خلال زيارة تستمر يومين لاسبانيا ان بلاده مصممة على مواصلة معركتها ضد المتمردين الذين تُلقى عليهم المسؤولية في قتل عشرات الآلاف من المواطنين في السنوات الست الأخيرة. وأبلغ الصحافيين: "هدف الارهاب في الجزائر هو تدمير الدولة، لكن الجزائر وقفت ثابتة. ونجاحنا في اقامة مؤسسات والحفاط عليها يُظهر انهم فشلوا، فالمؤسسات لم تتمكن من البقاء فحسب بل زادت قوة في خضم العملية". ووصف عطاف الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مع نظيره الاسباني ابيل ماتوتيس العنف في بلاده بأنه "إرهاب لم يسبق له مثيل" ودافع عن سياسة تسليح المدنيين التي تتبعها الحكومة. وحمّل عطاف المتمردين الاسلاميين المسؤولية عن انتهاكات حقوق الانسان وقال ان حكومته فخورة بسجلها في مجال حقوق الانسان الذي وصفه بأنه "لا تشوبه شائبة". واشاد ماتوتيس بالحكومة الجزائرية لإجرائها اصلاحات سياسية وتعهد تأييد اسبانيا الكامل في اعادة الاستقرار للبلاد. وأضاف ان "باستطاعة الجزائر، ما دامت تعاني من النزاع الاهلي، التعويل على دعم اسبانيا، وستواصل اسبانيا المساعدة في مجالات مثل الاقتصاد والتوظيف والاصلاحات السياسية".