غادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة الجزائرية بلا «ترميم» أبرز الخلافات بين البلدين، لكن الجزائر وافقت على اقتراحه «فتح صفحة المستقبل بدلاً من الماضي». وتوجّه رئيس وزرائها أحمد أويحيى إلى باريس للمشاركة في أعمال الدورة الرابعة للجنة الحكومية المشتركة بين الجزائر وفرنسا التي ستبحث ملفات اقتصادية. وبالغ ماكرون في درجة «الصراحة» خلال مؤتمر إعلامي عقده ليل الأربعاء في العاصمة الجزائرية، وردّ خلاله على أسئلة وجّهها صحافيون إليه عن ملفي الذاكرة والتأشيرات، قائلاً: «أنصحكم بالنظر إلى المستقبل بدلاً من الماضي. لديكم شبّان الآن يستطيعون فعل ذلك، ويمكن التعويل عليهم في بناء نظرة جديدة». لكن ماكرون عمّق رؤيته للملف التاريخي، وردّ على سؤال عن احتمال إعادة باريس جماجم كبار المقاومين الجزائريين المتواجدين في متحف الإنسان في باريس، قائلاً :»سنعيد الجماجم إلى الجزائر، لكن بلدكم أيضاً يجب أن يسمح للحركيين بزيارة بلدهم ورؤية أهاليهم»، في إشارة إلى اختيار فئة من الجزائريين الانضمام إلى صفوف الجيش الفرنسي خلال الثورة الجزائرية. وبدا ماكرون «صريحاً» أيضاً حين طالب الجزائر والمغرب بحوار ثنائي حول نزاع الصحراء الغربية، وهو ما لم يفعله أي رئيس فرنسي سابق، علماً أن الجزائر لا تعتبر نفسها طرفاً في هذا النزاع الذي تقول إنه «يدور بين المغرب وجبهة بوليساريو»، وتصفه بأنه «نزاع أممي». وفيما غادر رئيس الوزراء أويحيى إلى باريس، أعلنت المكتب الإعلامي للحكومة إنه سيبحث مع الوفد المرافق الذي يضم 7 وزراء، ملفات عدة ويوقع اتفاقات شراكة ضمن أعمال الدورة الرابعة للجنة الحكومية المشتركة بين الجزائر \وفرنسا، وتشمل مجال التأهيل المهني، وإنشاء صندوق مشترك لدعم استثمارات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنويع الاقتصاد. كما سيتم التوقيع على اتفاقات في مجالات الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة.