واصل المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين النظر في دعوى اغتيال رئىس الحكومة السابق رشيد كرامي عام 1987 بتفجير طوافة كانت تقله من طرابلس الى بيروت، والمتهم فيها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة الدكتور سمير جعجع والعميد في الجيش اللبناني خليل مطر والرقيب في الجيش كميل الرامي وعنصري جهاز الأمن في "القوات" انطوان شدياق وعزيز صالح الذي توبع استجوابه امس. وعارض النائب العام العدلي القاضي عدنان عضوم طلباً لوكلاء جعجع بضم مستند يتعلق بجهاز التنصّت المتطور الذي كان لدى "القوات"، على انه مذكرة لا مستند. ثم تقدم وكيل جعجع الدكتور ادمون نعيم بطلب استدعاء الرائد كيتل حايك الذي يحاكم غياباً في هذه القضية، وهو يقضي عقوبة في احد السجون السورية، كشاهد. فقال عضوم انه "فارّ من وجه العدالة"، وأوضح حنين انه "متهم بالدعوى". ورداً على اصرار نعيم على استرداده، قال عضوم: "ان جهة الدفاع لم تقدم مستنداً يثبت ان الحايك موجود في سورية، ولكن يمكن الاتفاق بين الدولتين اللبنانية والسورية على استرداده اذا كان موجوداً هناك. اما استدعاء متهم فارّ من وجه العدالة للشهادة فأمر مثير للدهشة". وفي مداخلة لمحامي الادعاء خضر الحركة، اشار الى "ان الدولة السورية لن تقبل باسترداده". فردّ عليه وكيل جعجع النقيب عصام كرم: "من قال لك ان سورية لن تسمح بذلك اذا طلبت منها الدولة اللبنانية ذلك؟". ثم خاطبه بالقول: "شو مصطفى طلاس انت حتى تقول من عندك تسمح او لا تسمح؟". وهنا طلبت النيابة العامة باخراج المستند المتعلق باسترداد الحايك من الملف ومعارضة الاستماع اليه كشاهد، لكن الدفاع أصرّ على الطلب. وشرع حنين في استجواب المتهم بالتدخل في عملية الاغتيال عزيز صالح الذي كان يشغل مسؤولية مكتب فرز المعلومات والتحليل في مكتب غسان توما. فنفى علمه المسبق بالعملية. وأكد انه قام مع جوزف سكر وطوني عبيد بعمليات استطلاع ثلاث، لقاعدة ادما والملعب البلدي في جونيه، وتولى الاول تصويرهما، وان دوره كان تأمين الحماية للاثنين. وأشار الى ان توما طلب منه مرافقة سكر عشية الحادث الى قبالة المشروع في محيط القاعدة لتصوير كل الطوافات التي تقلع منها بين الثامنة والعاشرة صباحاً من يوم الحادث، ففعل من دون ان يعرف ما الهدف او ان يكون هو من تولى التصوير. وأشار الى انه عندما كان متجهاً في اليوم نفسه في اتجاه مبنى الأمن في الكرنتينا بعد عودته من ادما بنحو ساعة، التقى طوني عبيد وصهر توما هنري خير، ولاحظ ان عبيد كان "مفرفحاً" مسروراً فسأله عن السبب فأجابه "بكبسة زر طار دولته". وأضاف انه لحق بعبيد الى مكتبه حيث كان امين سره نبيل فوزي رشدي رعد وأنه سمع عبيد يقول له: عندما اصبحت طائرة الرئىس كرامي فوق البحر بكبسة زر طار دولته. وأصرّ على انه لم يربط عملية التصوير بحادث الاغتيال حتى هذا التاريخ. لكنه اكد انه على استعداد لإرشاد المحكمة على المكان الذي وقف فيه هو وسكر وعبيد يوم عملية الاغتيال، وكذلك تحديد مكان التصوير، مشيراً الى انه قبل توجهه وسكر الى بعشتا - البربارة عرجا على القاعدة البحرية واصطحبا معهما طوني عبيد. ولفت الى ان هناك افادات زائدة على اقواله وانه عندما يسأل عن واقعة معينة يمكنه ان يحدد ما الزائد عليها. وتابع انه عندما حضر في الوقت الذي سمع عبيد يقول "طار دولته" رنّ هاتف عبيد، "فقال لنا: اعتذر لأنني سأدخل مكتب غسان توما. وعندما غادر خرجت من مكتبه فالتقيت غسان منسى وبيار عبيد وبيار رزق وكانوا يدخلون جميعاً المكتب". وأوضح "ان اجتماعات كهذه كانت تحصل على اثر احداث معينة". وأشار الى انه لم يحرف في افادته السابقة، لكنه قال ان افادته في وزارة الدفاع لم تتل عليه بعد التدوين. ولما سألته النيابة العامة هل استعملت معه اي وسيلة ضغط او اكراه اجاب: "هذا تحقيق، شو كانوا عازميني على فنجان قهوة في وزارة الدفاع؟". لكنه نفى ان يكون اخضع لضغوط امام المحقق العدلي، وقال انه كان يصرّح والكاتب يدوّن. وعن علاقة الدكتور جعجع، اجاب انه سئل عن دوره في العملية فأجاب انه بحسب التراتبية العسكرية لا يمكن إلا ان يكون على علم بها، كاستنتاج شخصي. ولاحظ القاضي حنين ان 95 في المئة من كلام المتهم وارد في افاداته باستثناء عدم اعترافه بدوره في العملية. وكشف صالح انه صوّر بكاميرا فيديو عند استجوابه في وزارة الدفاع ويمكن احضار الفيلم "وأنا اتحمّل مسؤولية كلامي".