خرجت الشركات الكندية الناشطة في التنقيب عن النفط والغاز في الاراضي الليبية اول الرابحين من نجاح الاممالمتحدة في نزع فتيل ازمة المفتشين الدوليين في العراق، بعدما هددتها الحكومة الليبية بالغاء عقودها في حال تعرضت بغداد لضربة عسكرية بمشاركة كندية. وشملت قائمة المستفيدين من الحل السلمي شركات عدة مثل "رد سي اويل" و"بان كنيديان" و"نوماك انيرجي" وكلها ترتبط بعقود للتنقيب عن النفط والغاز في الاراضي الليبية فضلاً عن شركة "الباين" المتخصصة في مجال الخدمات النفطية. وكانت الخارجية الليبية هددت بالغاء عقود الشركات الكندية والاسترالية العاملة في ليبيا رداً على مشاركة قوات البلدين في عمليات عسكرية ضد العراق. وجاء التهديد عقب اعلان رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان ارسال قوة بحرية للانضمام الى القوات الاميركية المحتشدة في مياه الخليج. ولم تخف شركة "رد سي اويل" الكندية قلقها من انعكاسات الخيار العسكري على رغم محاولتها استبعاد احتمال التأثر بالتهديد الليبي، لا سيما بعد نجاحها مع شريكتها السويدية "ساندز بتروليوم" في تحقيق اكتشاف نفطي جديد في الاراضي الليبية اواخر الشهر الماضي. وشاركت الشركة المذكورة في عمليات التنقيب بنسبة 60 في المئة، لكن اكتشاف البئر الجديدة التي يقدر انتاجها بين 1800 و2500 برميل يومياً في مرحلة التطوير، ساهم في رفع قيمة اسهمها بنسبة 33 في المئة، ما يؤكد اهمية اعمالها في ليبيا. وترتبط "رد سي اويل" وشريكتها السويدية بعقد للتنقيب عن النفط في منطقة امتياز مساحتها 10 آلاف كيلومتر مربع ضمن حوض سيرت البري الغني بالنفط. وتخطط لانفاق نحو 15 مليون دولار اميركي لتمويل عمليات استكشافية واسعة السنة الجارية تشمل حفر بئرين واجراء مسوحات زلزالية. وقالت صوفيا شين الناطقة باسم الشركة، في تصريح صحافي عشية اعلان التوصل الى اتفاق في شأن العراق "اننا نتفهم البيان التهديد الليبي لكننا نأمل ألا يؤدي الى نتائج تنعكس سلباً على تعاقداتنا".