انتقد رئيس تحرير صحيفة "الشعب" المعارضة في مصر مجدي أحمد حسين حكم السجن بعام واحد الذي صدر ضده في احدى محاكم القاهرة بعد ادانته بتهمة السب والقذف في قضية كان رفعها ضده نجل وزير الداخلية السابق حسن الألفي، واعتبره ذا خلفية سياسية وأنه "ضربة لحرية الصحافة". وفي غضون ذلك سجلت أجهزة الأمن المصرية اسم مجدي حسين على قوائم الترقب والانتظار في كل الموانئ والمطارات تمهيداً لتوقيفه لدى وصوله الى أي منها لتنفيذ الحكم القضائي الصادر بسجنه لمدة سنة. وقال مجدي حسين ل "الحياة" في طهران حيث يشارك في ندوة استراتيجية عن الخليج يحضرها من مصر ايضاً مستشار وزير الخارجية السيد بدر همام ان "الحكم الذي صدر هو حكم معيب قانونياً وسياسياً وأنا حزين من أجل القضاء المصري ... وما حدث يؤكد ان الحكم خضع لظروف غير طبيعية ولم يراع القانون ودقة المستندات والمعلومات وشهادات الشهود حتى وصل الأمر بالقاضي انه نطق الحكم خطأ إذ حكم عليّ بغرامة ألف جنيه رغم أن القانون كان خفّض الحد الأقصى للغرامة الى النصف وهو ما يشير الى وجود حالة من الضغط". واعتبر ان "هذا الحكم ضربة لحرية الصحافة"، معتقداً ان "كل القوى الديموقراطية والوطنية والصحافيين والكتّاب سيشعرون بقلق بالغ واعتقد ان وعي الصحافيين في مصر كبير وهم سيتحركون للدفاع عن حرية الصحافة وعن أنفسهم". وشدد على "أنني لست نادماً على أي حرف كتبته وقد أرضيت ضميري والله عز وجل كما أفهم وكنت دقيقاً في كل كلمة كتبتها، وأنا أدفع ثمن محاربتي للفساد ... وإذا نجحت الحركة الشعبية في ان تخرجني من السجن فهذا في مصلحة مصر لكن بالنسبة إلي سأعتبر سجني عطلة تثقيفية على أن القضية هي قضية حرية صحافة وديموقراطية وكسر أنف الفساد". وأكد مجدي حسين العضو القيادي في "حزب العمل الاشتراكي" ذي التوجهات الاسلامية انه لن يبقى في ايران أو يلجأ الى الخارج وأنه سيعود الى القاهرة "فور انتهاء أعمال الندوة حول الخليج وفي أول رحلة بحسب المواعيد بالنظر الى أنه لا توجد خطوط طيران بين القاهرةوطهران وسأعود في الموعد الذي كنت حددته لنفسي سلفاً". وأشار الى أن بعض الصحف نشر انه مطلوب في المطارات و"أنا لم أكن في حاجة لمعرفة هذه الحقيقة، فهذا الحكم نهائي وأنا أعلم أنني سأذهب رأساً من هنا طهران إلى المطار الى السجن". وكانت محكمة جنح بولاق أصدرت الحكم ضد رئيس التحرير الذي يقوم حاليا بمهمة صحافية في العاصمة الإيرانية، وصحافي آخر في الجريدة التي يصدرها حزب العمل المتحالف مع جماعة "الإخوان المسلمين" هو محمد هلال في دعوى أقامها السيد علاء حسن الألفي نجل وزير الداخلية السابق اتهمهما فيها بالقذف والسب. ونفى مصدر قيادي في الحزب ما تردد عن بقاء حسين في الخارج. وقال ل "الحياة" إنه اكد في اتصال هاتفي جرى معه عقب صدور الحكم أنه سيعود الى القاهرة في غضون أيام بعد انتهاء المؤتمر الذي يشارك فيه. وأثار الحكم ردود فعل سريعة إذ قرر مجلس نقابة الصحافيين في اجتماع عاجل عقده مساء أول من امس التقدم بمذكرة قانونية الى النائب العام تطالب بإرجاء تنفيذ الحكم على حسين تقديراً لظروفه الصحية والى حين البحث في مذكرة عاجلة ستقدمها النقابة الى محكمة النقض في هذا الشأن. وقال مصدر نقابي ل "الحياة" إنه سيتم إجراء اتصالات عاجلة في محاولة لتدارك الموقف الذي وصفه بأنه "غير مسبوق والأول من نوعه في قضايا النشر وسيترك آثاراً خطيرة". ويواجه حسين تنفيذ حكم سابق صدر ضده بالحبس لمدة عام مع وقف التنفيذ في قضية مماثلة اضافة الى الحكم الجديد، غير أن مصادر هيئة الدفاع عنه قالت ل "الحياة" إن "المحكمة الدستورية العليا أبطلت مسؤولية رئيس التحرير عما ينشر في صحيفته ما يعني الغاء الحكم السابق وعدم تنفيذه". لكن مصادر قضائية اشارت الى أن "الأحكام تطبق على الحالات اللاحقة لصدور قرار المحكمة الدستورية وليس السابقة". وكانت صحيفة "الشعب" نظمت حملة ضد وزير الداخلية السابق اللواء حسن الالفي ونجليه وعدد من أبرز معاونيه استمرت نحو عام اتهمتهم فيها باستغلال النفوذ وتحقيق ثروات غير مشروعة. وتبادل الطرفان إقامة الدعاوى القضائية، إذ تنظر محكمة جنايات القاهرة الاسبوع المقبل في قضية أخرى رفعها الوزير ضد حسين والأمين العام لحزب العمل السيد عادل حسين وأربعة صحافيين آخرين.