اندلعت معارك ضارية أمس بين ميليشيات الزعيم الصومالي حسين عيديد وميليشيات "جيش المقاومة الرحنوينية" قتل فيها 41 شخصاً وأصيب أكثر من 55 بجروح. وتركز القتال في مدينة حُدر جنوب غربي مقديشو على مسافة 250 كيلومتراً منها. وقال الناطق باسم "جيش المقاومة" محمد علي آدم قلنلي لپ"الحياة" امس ان قواته استولت على حُدر وقتلت 28 من قوات عيديد، كما دمرت مجموعة من السيارات العسكرية التابعة لها. واعترف بمقتل 13 شخصاً من "جيش" الرحنوين. وأضاف قلنلي ان قواته نفذت هجوماً ليل الثلثاء - الأربعاء على مدينة بيداوه، التي تبعد مسافة 245 كيلومتراً جنوب غربي مقديشو، واستولت على المدينة التي استعادتها قوات عيديد فجر أمس. وأكدت مصادر في "التحالف الوطني الصومالي" الذي يتزعمه عيديد حصول المعارك، لكنها قالت ان القتال كان بين قوات عيديد وقطاع طرق. وقال صوماليون وصلوا أمس الى مقديشو من مدينتي حُدر وبيداوه ان المناطق التي شهدت القتال تعرضت لعمليات نهب وفوضى أثناء المعارك. ورفض زعماء الفصائل الموقعة على "اعلان القاهرة" للمصالحة الصومالية الموجودين حالياً في مقديشو التعليق على أنباء المعارك، أو على تأثيرها على عقد مؤتمر المصالحة المقرر الشهر المقبل في بيداوه. يذكر ان مؤتمر المصالحة كان تأجل من 15 شباط فبراير الجاري الى منتصف الشهر المقبل بسبب عدم تنفيذ بنود في اتفاق القاهرة من بينها اعادة فتح ميناء مقديشو ومطارها قبل انعقاد المؤتمر. من جهة اخرى، تلقى وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى قبل توجهه الى أديس ابابا أمس لرئاسة وفد بلاده في اجتماعات المجلس الوزاري الافريقي تقريراً من سفيره لدى مقديشو محمود مصطفى عن نتائج الاتصالات التي تتم مع القادة الصوماليين أطراف "إعلان القاهرة" في ضوء تأجيل اجتماع المصالحة من 15 شباط فبراير الجاري الى 31 آذار مارس المقبل. وأكد مصدر مصري رسمي اهتمام بلاده بتنفيذ الإعلان كونه الاتفاقية الوحيدة التي وقع عليها أكبر عدد من الفصائل منذ إندلاع الحرب الأهلية وزوال النظام المركزي عام 1991. وأشار الى أن موسى سيبحث مع نظيره الاثيوبي سيوم مسفين جهود تحقيق المصالحة في إطار التعاون بين كل الأطراف المعنية بعودة الصومال الى وضعه الطبيعي، مؤكداً ان "لا تنافس بل تكامل بين الجهود"، موضحاً أن "التفويض الذي كانت منحته القمة الافريقية المصغرة التي عقدت في القاهرة في كانون الأول ديسمبر 1993 لاثيوبيا للتعاطي مع ملف الصومال لم يمنع أي جهود أخرى من جانب اطراف اقليمية من اجل تحقيق الهدف نفسه وهو تحقيق المصالحة الوطنية في الصومال وعودة الحياة الطبيعية لهذا البلد العربي الافريقي".