توقع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ان تحرز زيارة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني للسعودية "تقدماً على درب توثيق التواصل البناء بين الدول الاسلامية"، مجدداً ترحيبه بالضيف الايراني الذي دخلت زيارته للمملكة امس يومها الثالث. ورحب رفسنجاني بالاتفاق الذي ابرم بين بغداد والأمم المتحدة، وقال ل "الحياة" ان تنفيذه يسقط "اي مبرر للهجوم الأميركي" على العراق. وشدد الملك فهد خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء السعودي، امس، على أن مسؤولية انخفاض اسعار النفط وإعادة الاستقرار الى الأسواق تقع على عاتق "كل الدول المصدرة من داخل أوبك أو خارجها". واعتبر رفسنجاني ان "التعاون بين إيران والسعودية يمكن أن يرفع الأسعار المتدنية للنفط". واضاف: "اذا اتفقنا فإن الدول الصناعية ستمشي وراءنا وتتوسل الينا". ونوه ب "تحسن" العلاقات السعودية - الايرانية، وبزيارة ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز لطهران عندما رأس وفد المملكة الى القمة الاسلامية اواخر العام الماضي. وتابع: "علينا جميعاً، كبار الشخصيات وأعضاء مجلس الشورى ومسؤولين وعلماء أن نتابع تعزيز العلاقات وتعميق جذورها، وأن نصونها من الاخطار". واشار الى ان المحادثات بين الجانبين السعودي والايراني حققت "تقدماً جيداً" في مجال النقل الجوي والبحري، وشملت التعاون التجاري إضافة إلى التعاون في مجالات الزراعة والمياه والطاقة وشؤون الحج والسياحة. ولفت الى التطور السريع في حركة التنمية في السعودية، وقال: "نستطيع بتعاوننا أن نكمل بعضنا بعضاً من دون الحاجة الى التقنية الغربية". ودعا رفسنجاني في كلمة القاها امس امام مجلس الشورى السعودي الدول الاسلامية الى تبني شعار المطالبة بنزع اسلحة الدمار الشامل، معتبراً ان "مفهوم هذا الشعار هو اسلامي في الأصل". وذكر ان الولاياتالمتحدة هي التي اعطت العراق اسلحة كيماوية "ليهدد بها". وزاد: "لو صدقت اميركا في تبنيها هذا الشعار لما اعطت اسرائيل سلاحاً". ورداً على اسئلة الصحافيين، قال رفسنجاني أن الجانب الايراني سيناقش مع الجانب السعودي موضوع الترتيبات الأمنية في المنطقة ودور ايران فيها. وزار المسؤول الايراني امس مجلس الشورى السعودي، وجامعة الملك سعود، والحي الديبلوماسي حيث تفقد السفارة الايرانية، والتقى تجار الرياض الى غداء عمل راجع ص9، وحضر مساء حفلة عشاء اقامها له أمير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز في منزله. وأرجئت زيارة رفسنجاني التي كانت مقررة صباح امس الى دار الافتاء للقاء الشيخ عبدالعزيز بن باز المفتي العام للسعودية، وعُلم أن الزيارة تأجلت بسبب ارهاق ألمّ بالمسؤول الايراني نتيجة لقاءاته المكثفة اول من امس. وفي مجلس الشورى استقبل رئيس المجلس الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير، رفسنجاني الذي خاطب اعضاء المجلس قائلاً: "نحن في إيران ننظر مع شعوب العالم الاسلامي إلى السعودية نظرة إجلال فهي ذات بقاع مقدسة". وأكد أن التعاون بين السعودية وإيران "أصبح ملموساًَ"، متمنياً "أن تتضافر الجهود لحل مشاكل العالم الإسلامي". وزاد ان التعاون بين الدول الاسلامية لو تحقق "لما كانت دويلة إسرائيل الغاصبة على التراب الفلسطيني، وما جمعت المعدات والاسلحة يساعدها في ذلك أعداء الاسلام. لو اتفقنا مع بعضنا بعضا لما رأينا الحروب المفروضة علينا كحرب العراق ضد الجمهورية الإسلامية، ولما رأينا الاعتداء العراقي على الكويتيين، والأزمة العراقية الحالية التي تهدد من ورائها أميركا العراق".