السيد رئيس التحرير لفت نظري في زاوية "عيون وآذان" في عدد يوم 8 شباط فبراير 1998 العبارة الآتية عن السودان: "فأكتفي بالسودان الذي يتناهشه أعداؤه في جنوبه وعلى حدوده الجنوبية ولا يعرف أحد هل يبقى سوداناً موحداً او يقسم، مع ما في ذلك من خطر على منابع نهر النيل". ورأيت ان اوضح ان التركيز على ان الأزمة السودانية وما تجره من احتمال تقسيم السودان تعني فقط الخطر على منابع نهر النيل فيه اهمال كبير لجوهر هذه الأزمة وجوانبها المتعددة التي يستغلها اعداء مصر لتهديد منابع نهر النيل وهو بذلك تركزي ذو بعد واحد. وبكل أسف نجد ان هذا التركيز يسيطر بصورة كاملة على التحليلات التي تظهر في كل أجهزة الاعلام العربية بما فيها "الحياة" متأثرة بايحاءات التصريحات التي يطلقها المسؤولون. وهي بذلك لا ترى في السودان الموحد قيمة لشعب السودان وللشعوب العربية الأخرى ما خلا ضمان وصول مياه النيل. ولعله من غير المناسب التحدث في هذه الرسالة عن مخاطر تقسيم السودان على الشعب السوداني والأمة العربية، التي لا أعتقد انها غائبة عن فطنتكم… ما يهمني هنا التنبيه للقصور الحاصل في معالجة الأزمة السودانية سواء من أجهزة الاعلام أم من الحكومات العربية. كلمة أخيرة في الختام هي انني أتمنى ان ترتفع الدول العربية الى مستوى المخاطر التى تتهددها سواء في السودان او في غيره وتضع سياستها على أسس وبرامج علمية بعيدة المدى بدلاً من النظر تحت الأقدام فقط.