واغادوغو - أ ف ب - تخوض المنتخبات العربية الثلاثة اختبارات صعبة في الدور ربع النهائي من كأس الامم الافريقية الحادية والعشرين لكرة القدم التي تستضيفها بوركينا فاسو اليوم السبت وغداً الاحد. وتلتقي تونس مع بوركينا فاسو الدولة المضيفة على ملعب "4 اغسطس" في واغادوغو اليوم، تليها مباراة مصر وساحل العاج على الملعب البلدي في واغادوغو ايضاً، اما المغرب فيلتقي جنوب افريقيا غداً الاحد على الملعب البلدي. واثبتت بوركينا فاسو في الدور الاول انها لن تكون لقمة سائغة خصوصا امام جمهورها المتحمس الذي سيربو على ال 40 الفاً والذي لعب دوراً حاسماً في بلوغ المنتخب بقيادة مدربه الفرنسي فيليب تروسييه ربع النهائي حيث حقق اول فوز في النهائيات وكان على الجزائر 2-1، واتبعه بآخر على غينيا كان جواز سفره الى ربع النهائي. ولم يكن اكثر المتفائلين يتوقع بلوغ المنتخب المحلي هذا الدور لكن الاخير خالف التوقعات وقلب الطاولة رأساً على عقب مما حمل تروسييه على القول "كل شيء جائز من الآن فصاعدا". أما المنتخب التونسي فقد تحسن مستواه تدريجاً. فبعد خسارته مباراته الافتتاحية امام غانا القوية حقق فوزاً صعباً على جمهورية الكونغو الديموقراطية 2-1 ثم على توغو 3-1 مقدماً اقوى عرض له في البطولة. وقد أجرى المدرب الفرنسي هنري كاسبرجاك تعيلات على تشكيلته بحيث استبعد صانع العاب فرايبورغ الالماني زبير بية الذي لم يقدم شيئاً وأشرك مكانه زميله السابق في فريق النجم الساحلي قيس الغضبان. وبات معظم افراد المنتخب من الترجي متصدر الدوري المحلي وابرزهم حسان القابسي وزياد التلمساني وتوفيق الهيشري وخالد بدرا. ويقول التلمساني أحد اوائل اللاعبين التونسيين الذي احترفوا في الخارج: "لا شك ان اعتماد المدرب على اكبر عدد من اللاعبين من فريق واحد هو الترجي ارتدّ ايجاباً على اداء المنتخب لأننا معتادون على اللعب معا وأمل ان تستمر هذه الحالة". ومن المتوقع ان تضم التشكيلة بو منيجل في حراسة لمرمى، وثابت والهيشري وطرابلسي وبدرا وشوشان في الدفاع، والشيحي والغضبان والقابسي في الوسط، والتلمساني وبن سليمان في الهجوم. مصر - ساحل العاج وتلعب مصر الساعية الى احراز اللقب للمرة الرابع ضد ساحل العاج صاحبة اقوى هجوم برصيد 10 اهداف. لكن شباك "الافيال" تلقت ستة اهداف منها ثلاثة في المباراة ضد ناميبيا وهو اضعف خط دفاع بين المنتخبات الثمانية المتأهلة لربع النهائي. وبالتالي اذا وفق المنتخب المصري في احراز هدف مبكر فانه سيربك المنتخب العاجي ويجبره على الهجوم من دون هوادة وهو الامر الذي سيخلق مساحات واسعة يمكن للفراعنة ان يستغلوها عن طريق حسام حسن هداف البطولة برصيد 5 اهداف وعبدالستار صبري وحازم امام. ويغيب عن المنتخب المصري مدافعه مدحت عبدالهادي الذي طرد في المباراة الاخيرة ضد المغرب، لكن عودة سمير كمونة كفيلة بسد هذه الثغرة، وسيشهد المنتخب عودة المهاجم احمد حسن. واثبت المنتخب المصري انه يملك الاسلحة اللازمة لاحراز اللقب خصوصاً في ظل تألق حارسه نادر السيد الذي يسير على خطى حراس المرمى المصريين السابقين امثال اكرامي وثابت البطل واحمد شوبير، ولم يدخل مرماه سوى هدف واحد سجله المغربي مصطفى حجي بضربة مقصية رائعة. ومن المتوقع ان يمثل مصر السيد في حراسة المرمى، ورضوان ورمزي وكمونة وعمارة في الدفاع، وصبري وامام وريان ويوسف في الوسط، وحسام حسن واحمد حسن في الهجوم. وتعتمد ساحل العاج على مهاجميها المخضرم جويل تييهي وابراهيما باكايوكو اللذين سجلا نصف اهداف منتخب بلادهما ثلاثة اهداف للاول وهدفان للثاني، واذا عرف الدفاع المصري بقيادة هاني رمزي كيف يعطّل خطورتهما يكون قد قطع نصف الطريق الى نصف النهائي. المغرب - جنوب افريقيا ويتوجب على المغرب تخطي عقبة جنوب افريقيا حاملة اللقب من امامه ليحجز بطاقته الى الدور نصف النهائي، لكن مهمة "اسود الاطلس" لن تكون سهلة امام منتخب اثبت انه لن يتنازل عن لقبه بسهولة، ويزيد من اهمية المباراة ان كلا المنتخبين سيشارك في مونديال فرنسا الصيف المقبل وستخسر البطولة بالتالي اول ممثل لها في النهائيات. ومن المتوقع عودة مهاجم المغرب وديبورتيفو كورونا صلاح الدين بصير الى المنتخب وهو الذي خاض 20 دقيقة فقط من المباراة الاولى ضد زامبيا قبل ان يخرج مصابا في ساقه، وهو يعتبر عنصرا اساسيا في المنتخب وهدافه في السنتين الاخيرتين، وستكون عودته على الارجح على حساب مهاجم هيرينفين الهولندي علي الخطابي الذي سجل هدفا في مرمى موزامبيق. اما التشكيلة فتضم البرازي في حراسة المرمى، وصابر والنيبت والروسي والحضريوي في الدفاع، وشيبا وشيبو وحجي وجريندو في الوسط، وبصير وبهجا في الهجوم. ويعترف مهاجم جنوب افريقيا واياكس امستردام الهولندي بيني ماكارثي الذي سجّل اربعة اهداف في البطولة في مرمى ناميبيا بأن "مواجهة المغرب مهمة بالغة الصعوبة واذا تسنى لنا الفوز فإننا سنحتفظ باللقب". وتعتمد جنوب افريقيا التي تسعى الى ان تصبح اول منتخب يحتفظ باللقب منذ عام 1965 عندما نجحت غانا في ذلك، على دفاع صلب بقيادة لوكاس راديبي قائد المنتخب ومارك فيش. وتعتبر المباراة مواجهة بين الفنيات العالية التي يتمتع بها اللاعبون المغاربة واللياقة البدنية العالية التي يتميز بها لاعبو جنوب افريقيا. يذكر انه في حال انتهاء الوقت الاصلي بالتعادل تلعب المنتخبات وقتا اضافيا لان قاعدة الهدف الذهبي لا تطبق في هذه البطولة، وبالتالي اذا فرض التعادل نفسه بعد 120 دقيقة فإن ركلات الترجيح ستكون الفيصل في تحديد هوية المنتخبات المتأهلة لنصف النهائي.