اختتم وزير الدولة في وزارة الخارجية الالمانية هيلموت شيفر زيارة للسودان استغرقت أربعة أيام التقى خلالها الرئيس عمر البشير ورئيس المجلس الوطني البرلمان الدكتور حسن الترابي ووزير الخارجية د. مصطفى عثمان اسماعيل. وأعلن شيفر في مؤتمر صحافي في نهاية زيارته عن نجاح زيارته وحصوله على معلومات وصفها بأنها ممتازة بشأن حقوق الانسان في البلاد والجهود الرامية لتحقيق السلام. وقال شيفر انه لمس موافقة من جميع الأطراف التي التقاها على اللجوء الى الحوار بدلاً من الحرب. وأضاف انه التقى عناصر من المعارضة الشمالية خارج السودان وداخله "ولمست تشدداً لدى الموجودين في الخارج اكثر ممن هم في الداخل الذين عبّروا عن تفاؤلهم بالتطورات والانفراج السياسي في البلاد". وأعلن شيفر الذي غادر الخرطوم امس الى نيروبي انه سيقابل زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق ومجموعة من المعارضين والسياسيين الجنوبيين وسيعمل من أجل نجاح جولة المفاوضات المقبلة التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد في نيسان ابريل المقبل. وأشار الى ان المفاوضات ستعقد على أساس مبادئ تقرير المصير وحقوق الانسان وفترة انتقالية ارتضاها الجميع. وعبّر عن تقديره لاتفاق الخرطوم للسلام الموقع بين الحكومة وبعض الفصائل المعارضة. ودعا وزير الدولة الالماني الحكومة السودانية للعمل الى فتح أبوابها لممثلين من أوروبا للحضور الى البلاد والوقوف على الحقائق حتى لا يضطر المجتمع الأوروبي لتلقي تقارير من الخارج. وقال ان الحكومة السودانية رحبت بذلك وسيقوم بدوره بدعوة أعضاء في البرلمان الأوروبي لزيارة السودان. وعن اتهام السودان والمسلمين بدعم الارهاب قال: "انني أعرف الاسلام وسماحته ورفضه أسلوب القتل للوصول الى السلطة كما يحدث في الجزائر"، متمنياً ان يكون القرن المقبل قرن الحوار بين الأديان والحضارات. ونفى شيفر ان تكون حكومته اتهمت السودان باخفاء أسلحة عراقية فتاكة وقال: "هذه ادعاءات كاذبة وردت في بعض الصحف الغربية من دون دليل، والمانيا لم تتهم السودان، وستعمل على اعداد اغاثة عاجلة للمتضررين من الحرب في جنوب البلاد". وأعلن رفض بلاده فرض عقوبات أحادية على السودان ونادى بالحوار سبيلاً لحل كل الخلافات. وفي نيروبي رويترز وجهت الاممالمتحدة تحذيراً الخميس من ان مئات الاف السودانيين يواجهون الموت اما نتيجة للحرب أو المجاعة أو المرض هذا العام اذا لم تقدم الدول المانحة للمساعدات 109 ملايين دولار لاستمرار عمليات الاغاثة. وقال كارل تنتسمان منسق الاممالمتحدة لعمليات الاغاثة في السودان في مؤتمر صحافي ان المبالغ التي يحتاجونها تمثل الحد الادن لرعاية اكثر من اربعة ملايين شخص تأثروا بالحرب. وقال "انه موقف يهدد الحياة. اذا لم نحصل على الاموال فاننا بكل امانة لا نعرف كيف سيكون مصيرهم". واضاف تنتسمان ان منظمات الاغاثة تتوقع زيادة هذا العام في القتال بين الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يتمركز في الجنوب وبين القوات الحكومية مما سيستنزف موارد عمليات الاغاثة. وتم تشكيل عملية شريان الحياة للسودان التي تشارك فيها منظمتان من الاممالمتحدة و35 منظمة غير حكومية بهدف تنسيق اطول عملية اغاثة جوية في العالم في عام 1989.