اتهمت طهرانالولاياتالمتحدة بأنها تخطط لتجزئة العراق، وحض وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على زيارة بغداد والسعي الى ايجاد حل سلمي للأزمة العراقية وتفادي الخيار العسكري. وجرى اتصال هاتفي بين خرازي ونظيره المصري السيد عمرو موسى ليل الأربعاء تطرق الى مستجدات الأزمة. وأكد الجانبان رفض توجيه ضربة عسكرية للعراق محذرين من "فاجعة"، وشددا على ضرورة أن تطبق الحكومة العراقية قرارات مجلس الأمن. واعتبر مساعد الرئيس الايراني للشؤون القانونية والبرلمانية حجة الاسلام موسوي لاري ان لا سبيل لحل الأزمة سوى طريق الديبلوماسية. وانتقد الولاياتالمتحدة بشدة، معتبراً أنها "لا تبحث في الخليج سوى عن مصالحها"، و"تنظر الى بقاء الرئيس صدام حسين أو رحيله على قاعدة خدمة مصالحها". وتابع ان "ممارسات المسؤولين في واشنطن أثبتت أنهم مستعدون لارتكاب الجرائم والاعتداءات والقتل والتخريب وتلويث البيئة في المنطقة من أجل مصالحهم". وشدد لاري الذي كان يتحدث في مدينة عبدان في محافظة خوزستان المتاخمة للحدود مع العراق، على أن الأزمة الحالية "قابلة للحل عن طريق الديبلوماسية فقط". الى ذلك كثفت الديبلوماسية الايرانية نشاطها للمساهمة في "تجنيب العراق كارثة انسانية تهدد أمن المنطقة". وأوضحت مصادر رسمية في طهران ان خرازي وموسى تطرقا في الاتصال الهاتفي الى الاقتراحات الروسية والفرنسية الرامية الى ايجاد حل سياسي للأزمة. وذكر ان خرازي وموسى شددا على "ضرورة بذل جهود ديبلوماسية مكثفة لتفادي فاجعة في المنطقة". واتفق الجانبان على "العمل لمنع استخدام الولاياتالمتحدة القوة ضد العراق" وعلى "وجوب أن تطبق الحكومة العراقية قرارات مجلس الأمن". والاتصال بين وزيري خارجية مصر وايران هو الثالث منذ بداية الأزمة. وأجرى خرازي اتصالاً هاتفياً بأنان وحضه على زيارة العراق والقيام "بمسعى لحل ديبلوماسي". وقالت المصادر الرسمية في طهران ان خرازي اعتبر ان الزيارة "قد تكون لها آثار مهمة جداً". وأعرب عن الأمل بأن "يبذل الأمين العام للأمم المتحدة جهوداً لتفادي الخيار العسكري". وشدد الجانبان على ضرورة ان تنفذ الحكومة العراقية القرارات الدولية. في غضون ذلك اتهم رئيس مجلس الشورى الاسلامي البرلمان الايراني حجة الاسلام علي أكبر ناطق نوري الولاياتالمتحدة بأنها تخطط لتجزئة العراق، وأعرب عن "الأسف لاعلان بعض البلدان تأييدها الاجراء العسكري الأميركي". وكان ناطق نوري يتحدث أمام عدد من قادة الأحزاب والعشائر الكردية العراقية، بمن فيهم الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، ودعاهم الى "التمسك بالوحدة والتلاحم لتخفيف الضغوط التي تمارسها الصهيونية والاستكبار العالمي". وأشار الى الأزمة الحالية، معتبراً ان أميركا تسعى الى "تقسيم العراق". وأكد ان "الجمهورية الاسلامية تعارض تجزئة هذا البلد"، معتبراً ان "أميركا تهدف عن طريق فصل شمال العراق وجنوبه الى ايجاد حكومة ضعيفة في الوسط، ولذلك تحاول ضرب العراق".