في رسالته السنوية الى البرلمان امس الثلثاء، وعد الرئيس الروسي بوريس يلتسن بأن تكون السنة "سنة نهوض". ولكنه انتقد الحكومة لعدم وفائها بعدد من التزاماتها وهدد باقالتها واشار الى ان تعداد القوات المسلحة سوف يقلص الى 1.2 مليون عنصر. وعلى صعيد السياسة الخارجية، انتقد توسيع حلف الاطلسي وحذّر من ان بلاده ستعيد النظر في علاقاتها معه اذا ضمت اليه دول البلطيق. وتقع الرسالة في 85 صفحة قدم يلتسن ملخصاً لها في اجتماع في الكرملين حضره اعضاء مجلسي البرلمان والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة. وفي مواضع عديدة بدت الرسالة باهتة وتكراراً لمواقف سابقة. ومن أهم عناصرها على الصعيد المحلي ان يلتسن طالب بتعديل الموازنة التي كانت خطوطها العامة أقرت بعد صراع عنيف بين الحكومة والبرلمان. ولاحتواء مضاعفات سلبية محتملة، اجتمع يلتسن اثر القائه الخطاب الى رئيسي مجلسي الدوما النواب والفيدرالية الشيوخ ورئيس الحكومة للاتفاق على صيغة وسط لتعديل الموازنة. وقدم يلتسن "استراتيجية نهوض" من خمسة عناصر بينها تحقيق الوفاق في البلد ومنع تحويل روسيا "ساحة معركة" والتوصل الى "ثقة" بين السلطة والمجتمع واتباع "سياسة هادفة الى نمو". وكما كان الزعيم السوفياتي الراحل ليونيد بريجنيف يطلق شعارات هلامية مثل "الاقتصاد يجب ان يكون اقتصادياً"، قال يلتسن امس ان السلطة يجب ان تكون "معاصرة وفعالة" واعتبر ذلك عنصراً من استراتيجيته. وحذر الحكومة من انها اذا لم تتمكن من تنفيذ هذه الاستراتيجية "فان وزارة اخرى ستكون في روسيا". ووعد الرئيس باجراء اصلاح اداري ووضع الجهاز الحكومي تحت رقابة المجتمع ومكافحة الفساد والرشوة. ونبه يلتسن الى ان تحقيق النمو الاقتصادي المرتقب سوف يقترن بزيادة عدد العاطلين عن العمل وأشار الى ان "المصانع القديمة لا مستقبل لها". وسينضم الى جيش العاطلين زهاء 200 الى 300 ألف عنصر من القوات المسلحة اذ ان الرئيس أعلن ان تعدادها سيقلص الى 2،1 مليون عنصر وان كان اكد على ان الدولة ستتولى اعادة تأهيل المسرحين وزيادة مرتبات المتبقين في الخدمة الفعلية. وعن المشكلة الشيشانية اكد يلتسن ان "لا حلول سريعة" لها ودعا الى التحلي بالصبر وبذل جهود مشتركة من الجانبين ووعد بتقديم "كل المساعدة الممكنة" لغروزني اقتصادياً ومالياً الا انه لم يمس النقطة الحساسة المتعلقة باستقلال الجمهورية الشيشانية كما لم يشر الا انها جزء من روسيا. وربما كانت وزارة الخارجية الوحيدة التي حصلت على ثناء الرئيس الذي اكد ان العلاقات مع الجمهوريات السوفياتية السابقة ما برحت بين "اولويات" الكرملين. وأشار الى "ديناميكية ايجابية" في العلاقات مع الولاياتالمتحدة الا انه شدد على ان توسيع حلف الاطلسي "ما زال مرفوضاً". وهدد بأن "المركزية الاطلسية" المتمثلة بضم استونيا وليتوانيا ولاتفيا الى الحلف، ستدفع موسكو الى "مراجعة جذرية" لعلاقاتها مع الاطلسي. المعارضة ووجه قادة المعارضة انتقادات عنيفة للرسالة السنوية واعتبرها الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف "الاكثر خواء وبلاهة" من بين كل الرسائل السابقة. وذكر ان يلتسن كان امام ثلاثة خيارات فإما ان يعترف بفشل سياسته ويستقيل وإما ان يحمل الحكومة الاخطاء ويدعو الى تشكيل وزارة ائتلافية. وتابع ان الرئيس اختار الطريق الثالث وهو "تعداد المشاكل دون تحديد سبل معالجتها". وأكد قائد كتلة "يابلوكو" الاصلاحية الراديكالية غريغوري يافلينسكي ان اهم انطباع تركته الرسالة هو ان "كل شيء بات دون تغيير". وسخر من وعد يلتسن بتحقيق نمو اقتصادي، مؤكداً ان روسيا تمر في مرحلة "ركود دون بوادر انتعاش".