وجددت السلطة الوطنية في بيان اصدرته عقب اجتماعها الاسبوعي ليل الجمعة - السبت في مدينة رام الله في الضفة الغربية، الدعوة الى "عقد قمة عربية عاجلة لمواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية وعملية السلام ومعالجة كل القضايا الراهنة ومواجهة التحدي الذي بات يهدد الآن المصير القومي برمته". وقالت ان القادة العرب، ملوكاً ورؤساء، هم الأقدر على وقف هذا الخطر، باتخاذ الموقف القومي الذي تمليه المصلحة الاستراتيجية العليا للأمة العربية. واشار البيان الى ان "الفشل المتلاحق الذي وصلت اليه اللقاءات الفلسطينية - الاسرائيلية، رغم المشاركة الاميركية على اعلى المستويات فيها وفي اللجان الفرعية، يؤكد ما ذهبت اليه القيادة في السابق من ان الحكومة الاسرائيلية الحالية ليست جادة في احترام اتفاقات السلام وتنفيذها". وجددت القيادة الفلسطينية موقفها الداعي الى حل هذه الازمة بالطرق الديبلوماسية واستبعاد الخيار العسكري. وقالت انها تشارك في بذل الجهود على كل المستويات الاقليمية والدولية من اجل دعم هذا الاتجاه. وحذّرت في الوقت نفسه من "خطورة الحملات الدعائية المسعورة" الموجّهة ضد الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية، بقصد تشويه صورة الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، واعتبرت ان الهدف وراء هذه الحملة التي ترعاها اسرائيل، هو استغلال الازمة العراقية للقضاء على عملية السلام والاجهاز عليها. على صعيد آخر حملت السلطة الفلسطينية بشدة على تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية اول من امس الذي اعتبر فيها ان حكومته تفضل الردع على اتفاقات السلام وان من غير المعقول اعادة 90 في المئة من اراضي الضفة الغربية الى السلطة الوطنية لأن اسرائيل تحتاج هذه الاراضي كخط دفاعي لها. وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات رداً على هذه التصريحات ان على الحكومة الاسرائيلية ونتانياهو ان يفهما ان "الردع الاسرائيلي لم يحقق لهما في الماضي اي نتيجة وان يكفّا عن مثل هذه الترهات". وقال ابو ردينة ان "المدخل الوحيد للسلام ليس الردع، وانما تحقيق السلام العادل والشامل للجميع. والا فلن يكون هناك سلام او أمن لأحد". وحذر اسرائيل من انه من دون الاعتراف بالحقوق الفلسطينية واعطاء السلام العادل للفلسطينيين، فانه "لن يكون هناك سلام او امن لأي احد". وزاد ان "على الحكومة الاسرائيلية ان تفهم بأن الشعب الفلسطيني وقيادته، لن يقبلا بإقامة السلام، من دون عودة كل الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة الى السيادة الفلسطينية من دون ذلك، لن يكون أمن لأحد". ونفى ابو ردينة ان تكون هناك اي ترتيبات لعقد لقاء قمة بين عرفات ونتانياهو، مجدداً موقف الرئيس الفلسطيني من هذه القمة بالتشديد على ان اي لقاء محتمل رهن بتحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات. وقال ان اسرائيل ما تزال تتهرّب من تنفيذ اتفاقات السلام. ودعا الولاياتالمتحدة مجدداً للتحرك بصورة عاجلة وتقديم مبادرة لانقاذ عملية السلام المهددة بسياسة الحكومة الاسرائيلية. وكشف ان عرفات ارسل مبعوثاً آخر الى بغداد للقاء الرئيس صدام حسين وتنسيق الجهود الديبلوماسية مع روسيا وفرنسا لحل الازمة العراقية بالطرق الديبلوماسية. الى ذلك استبعدت مصادر فلسطينية تحدثت الى "الحياة" امكان تفعيل المفاوضات الجارية على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي في الوقت الحالي، وذلك بانتظار نتائج السباق الحاصل في الازمة العراقية بين الخيار الديبلوماسي الذي تدعمه روسيا وفرنسا والصين وبين الخيار العسكري الذي تتحمس له اميركا وبريطانيا. وقالت المصادر ان الاميركيين ابلغوا الى كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات في المحادثات الاخيرة في واشنطن، رغبتهم بتفعيل عمل اللجان التسع التي تبحث في تنفيذ الاستحقاقات من المرحلة الانتقالية كالمطار والميناء وفتح الممر الآمن واطلاق الأسرى. غير ان اي موعد لاستئناف اجتماعات هذه اللجان لم يُحدد. وعلقت المصادر اهمية كبيرة على رجحان كفة الجهد الديبلوماسي لحل الازمة العراقية، على اساس انه مثال قد يشجع على الاحتذاء به، لتجاوز المأزق الحالي الذي تشهده عملية السلام في الشرق الاوسط، باعتبار ان نجاح الخيار الديبلوماسي في الازمة العراقية، الذي سيقوي من رصيد روسيا وفرنسا، ودول الاتحاد الاوروبي، سوف يسهم في اعادة التوازن المفقود للارادة الدولية في رعاية عملية السلام. وبالمقابل، فان المصادر لا تستبعد في حال فشل هذه الجهود، انفجاراً واسعاً في المنطقة قد تكون عملية السلام ضحيته المباشرة.