سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة الفلسطينية ترفض تهديدات نتانياهو وتعتبرها تصعيداً خطيراً . مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال وعرفات يجدد تمسكه بإعلان الدولة وإطلاق المعتقلين
القدس المحتلة، رام الله، الخليل - أ ف ب، رويترز - فيما تحولت مداخل مدن الضفة الغربية أمس في الذكرى الحادية عشرة للانتفاضة الى ساحات مواجهة حقيقية بين آلاف المتظاهرين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي، جدد الرئيس ياسر عرفات تمسكه باعلان الدولة الفلسطينية معرباً عن اصرار القيادة الفلسطينية على اطلاق المعتقلين الفلسطينيين من سجون اسرائيل. وفي غضون ذلك أعرب أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين عن تشاؤمه ازاء فرص نجاح الموفد الأميركي دنيس روس في ايجاد مخرج من الأزمة الحالية بين السلطة الفلسطينية وحكومة بنيامين نتانياهو. وقال عرفات ان قضية اطلاق المعتقلين الفلسطينيين هي "القضية الأولى" بالنسبة الى القيادة الفلسطينية. وأعلن عرفات أمام مؤتمر تنظيمي لحركة "فتح" امس في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية: "بالأمس سألني أحد اعضاء الوفد الأميركي الذي التقيته: لماذا الاصرار على اعلان الدولة، فقلت له: أعلنا الأمر وانتهى". وكان عرفات يشير الى اللقاء الذي عقده ليل الثلثاء في مدينة رام الله في الضفة الغربية مع المبعوث الاميركي دنيس روس والوفد المرافق له. واضاف عرفات "ابلغتهم ان 127 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية عندما اعلناها في المجلس الوطني في العام 1988 وهو اكثر من عدد الدول التي تعترف باسرائيل". وتابع قائلاً ان "الاتحاد الاوروبي اقر بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير بما في ذلك حقه في اقامة دولة مستقلة". وشدد عرفات على ان "القدس ستكون عاصمة الدولة الفلسطينية سواء اعجب ذلك وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون او لم يعجبه وشاء من شاء، وابى من ابى"، مضيفاً: "سنحرر ارضنا شبرا شبرا ونبني دولتنا حجرا حجرا ومن لا يعجبه ذلك فليشرب البحر الميت". وتطرق عرفات الى موضوع المعتقلين الفلسطينيين، مؤكداً ان القيادة الفلسطينية "باقية على عهدها لهم وتعتبر قضيتهم في مقدمة كل القضايا وانه لن يغمض لها جفن حتى تراهم بينها يساهمون في بناء الدولة الفلسطينية". واشار الى انه سأل احد اعضاء الوفد الاميركي بالامس "عما اذا كان الحديث عن المعتقلين الذي دار بيني وبين الرئيس بيل كلينتون كان حول المجرمين والسارقين". واضاف: "اخواني في الوفد يشهدون ان الرئيس كلينتون قام بتعداد الاسرى والفصائل التي ينتمون اليها من فتح الى حماس وغيرها، حتى اني قلت له انه يعرف تفاصيل عنهم اكثر مني". وتابع عرفات: "كلينتون قال هذا الكلام امام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فهل من المعقول ان يكون كلينتون يقصد المجرمين... لا ليس معقولا". وعبر عرفات عن ترحيبه بالرئيس كلينتون "الذي قرر الزيارة رغم كل الصعوبات والتحديات وآخرها رفض ستة وزراء اسرائيليين زيارته... ولكنه اصر على المجيء لانه يعترف بشعبنا وبحقه في ان يقرر مصيره". وشارك نحو الف عضو من حركة "فتح" في الخليل في المؤتمر الذي عقد تحت شعاري "من اجل حرية الاسرى ومواجهة الاستيطان" و"محاربة الفساد طريقنا الى القدس". ورفضت السلطة الفلسطينية أمس الاربعاء التهديدات التي وجهها رئيس الوزراء الاسرائيلي والتي حذر فيها من ان "تصعيد العنف سيؤدي الى انهيار العملية السلمية"، معتبرة أياها "تصعيداً خطيراً" من قبل الحكومة الاسرائيلية. وقال نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني إن "استمرار عمليات قتل الفلسطينيين واطلاق النار على المواطنين العزل واطلاق التهديدات هي سياسة تصعيد خطرة على عملية السلام وتنذر بأوخم العواقب". واضاف: "هذه السياسة مرفوضة ونطالب الحكومة الاسرائيلية بوقفها ونحملها المسؤولية كاملة عن نتائجها". واعتبر ان "الحكومة الاسرائيلية من خلال الذرائع التي تسوقها والحجج التي تخرج بها تهدف للتملص من تنفيذ الاتفاق وكذلك تسميم الاجواء خلال زيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون"". وطالب ابو ردينة الادارة الاميركية "بصفتها وقعت على الاتفاق والضامن له بالضغط على اسرائيل للالتزام بالاستحقاقات المتوجبة عليها ووفق الجدول الزمني الذي يتضمنه الاتفاق". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وجه أمس تحذيراً جديداً إلى الفلسطينيين، مؤكداً أن استمرار العنف في الضفة الغربية سيؤدي الى انهيار تام لعملية السلام. وقال نتانياهو: "عندما يشارك الفلسطينيون في اضطرابات وينتهكون كل بند من بنود اتفاق واي ويرجمون المواطنين الاسرائيليين اقول: كفى". وفي رام الله، اعرب مسؤول فلسطيني رفيع المستوى أمس عن تشاؤمه ازاء فرص نجاح الموفد الاميركي الخاص روس في ايجاد مخرج للازمة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل خلال مهمته الحالية. وقال وزير الدولة الفلسطيني حسن عصفور ان اللقاءين اللذين عقدهما روس امس مع كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "لم يفلحا في تحقيق اي اختراق في الازمة القائمة بيننا وبين الجانب الاسرائيلي حول تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق واي ريفر"، معرباً عن اعتقاده "بعدم قدرة روس على ايجاد مخرج من الأزمة خلال جولته الحالية". واضاف "اعتقد ان الرئيس الاميركي سيبذل جهدا خلال زيارته للوصول الى حل لهذه الازمة الجدية التي افتعلتها الحكومة الاسرائيلية والتي تريد بها القضاء على اتفاق واي ريفر".