أعرب عبدالله غيول نائب رئيس حزب الرفاه التركي المحظور عن "خيبة أمل" في موقف بعض الدول العربية ازاء الرفاه عندما كان في الحكم. وقال ان السوريين "ضيعوا فرصة ثمينة" بعدم انهاء نشاط حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبدالله اوجلان من الأراضي السورية. جاء ذلك في حديث اجرته "الحياة" مع غيول وهو نائب رئيس الحزب مسؤول العلاقات الخارجية الذي قام بزيارة خاصة للمملكة العربية السعودية. وقال غيول ان حزبه يستطيع حتى وهو في المعارضة "دعم مشاريع اقتصادية يستفيد منها البلدان اذا انهوا السوريون نشاط حزب العمال وأوجلان". وأشار الى ان زعيم الحزب نجم الدين أربكان تحدث مع السوريين عبر السفير السوري في أنقرة عن هذا الموضوع عندما كان في السلطة، وقدم طلبات محددة للسوريين رفض الكشف عنها. ولم يبد غيول اعجاباً بتصريح وزير الدفاع السوري العماد مصطفى طلاس تعليقاً على صدور قرار من المحكمة الدستورية العليا بحظر حزبه والذي حذر فيه الجيش التركي من حال جزائرية اذا ضربت التوجهات الاسلامية للشعب التركي، وقال انه يؤمن بأن "على جميع الجنرالات البقاء بعيداً عن السياسة بما في ذلك الجنرال طلاس نفسه فالسياسة ليست عملهم واذا رغبوا في التحول الى سياسيين عليهم خلع بزاتهم العسكرية". وقال اننا في الرفاه لا نفضل "عدم ترك العلاقات بين البلدين في يد العسكريين بل في يد القوى القريبة من الشعب، فهذه القوى أكثر فهماً لحاجات الناس وأكثر قدرة على تطوير العلاقات بما ينفع الشعوب، وليس هذه الحكومة أو ذلك الحزب". وقال ان على الدول العربية ان تنظر الى الرفاه بعين مختلفة عن نظرتها الى الأحزاب التركية الأخرى "فنحن صوت الشعب، والآخرون أشبه ما يكونون بأحزاب الدولة خصوصاً على صعيد العلاقات الخارجية". وأضاف غيول الذي صدر حكم بحل حزبه الشهر الماضي تحت ضغط العسكر ان الأحزاب الأخرى "ترضخ لقوى من غير الشعب وتوجهها هو نحو الغرب فقط أما نحن في الرفاه فنريد علاقات جيدة وقوية بيننا وبين أوروبا وأميركا ولكن يهمنا ملء الفراغ القائم بين تركيا من جهة والدول العربية والاسلامية خصوصاً جيراننا من جهة اخرى". يذكر ان أربكان كان استهل جولاته الخارجية عندما تسلم العام الماضي منصب رئيس الوزراء بزيارة ايران ومصر وليبيا في اشارة واضحة الى توجه حزبه، واعترف غيول بأن الاهتمام بالعلاقة مع الدول الاسلامية والعربية "يؤذي السياسي التركي" غير اننا في الرفاه نتطلع الى بناء منطقة مستقرة ومزدهرة اقتصادياً مع جيران تركيا الجنوبية "ولدينا الشجاعة على اعلان ذلك والتحرك من اجله" وأثنى على الموقف المصري من حزبه خلال حكومة الرفاه التي عاشت أقل من عام واسقطت بضغوط من العسكر في حزيران يونيو الماضي وقال: "نشعر بالرضا للمواقف المصرية اذ كانوا نشيطين في كل المشاريع المشتركة بيننا بما في ذلك تلك التي اقترحها الرفاه" وذكر ان الرئيس حسني مبارك تمنى ذلك في لقاء له مع أربكان ونقل عنه انه تمنى "لو كان الاسلاميون في بلاده مثل الرفاه" وقال ان مبارك يعرف توجهات الرفاه. وانهى غيول قبل يومين زيارة خاصة للسعودية قال انها "للعمرة والراحة والتأمل والتفكير في رحاب بيت الله الحرام" واعتبر ان العلمانيين في بلاده "لا يعرفون صنع اصدقاء حقيقيين أو المحافظة عليهم ونحن في الرفاه تهمنا علاقات جيدة بالسعودية ولدينا أصدقاء كثر هنا"، ومعروف ان غيول عاش في جدة نحو عامين اذ كان يعمل في البنك الاسلامي للتنمية.