قال نائب اسلامي تركي ان حزب الرفاه المعارض، الذي حظرت المحكمة الدستورية نشاطه اول من امس، سيعيد تجميع نفسه تحت اسم جديد دون زعيمه المحظور. وقال لطفي اشينجون عضو الحكومة الاسلامية السابقة في مؤتمر صحافي في مقر حزب الرفاه: "سيتم تشكيل حزب جديد وتنظيم جديد بزعيم جديد بما يتفق مع القوانين الحالية". في غضون ذلك نزل مئات الاسلاميين الاتراك وهم يلوحون برايات الى الشوارع في الساعات الاولى من صباح امس لاظهار التأييد لزعيم حزب الرفاه رئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان. واخذ متظاهرون يهتفون عندما وصل اربكان الى مطار انقرة ليل الجمعة - السبت قادماً من مدينة بورصة في غرب البلاد وهم يرددون هتافات "اربكان رئيساً للوزراء" و"تركيا فخورة بك". ورافقت قوافل سيارات من الاسلاميين اربكان في وقت لاحق الى وسط المدينة. وحمل انصاره صوراً فوتوغرافية للزعيم الاسلامي الذي قضت المحكمة الدستورية في تركيا اول من امس الجمعة بمنعه وستة من زملائه من تشكيل اي حزب او الانضمام الى حزب لمدة خمس سنوات مع تجريدهم من النيابة. ونقلت جميع الصحف التركية امس نبأ حظر حزب الرفاه في عناوينها الرئيسية. وذكرت صحيفة "صباح" العلمانية الواسعة الانتشار ان هذا القرار يمهد الطريق لمحاكمة اربكان في سبع قضايا منفصلة. وأثار حكم الاغلاق انتقادات من الولاياتالمتحدة حليف تركيا في حلف شمال الاطلسي وبريطانيا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي. رد فعل ايراني وانتقدت طهران بشدة قرار حلّ "الرفاه" واعتبرته "خطوة مشينة" و"وصمة عار مخزية في تاريخ تركيا"، واتهمت الولاياتالمتحدة و"جنرالات" الجيش التركي بالوقوف وراء هذا "الانقلاب السياسي". ولم يصدر تعليق من المسؤولين الرسميين في الحكومة، لكن وسائل الاعلام الرسمية علّقت على قرار حلّ الحزب واجمعت على ان تبعات القرار ستكون سيئة وستترك آثاراً عميقة على الساحة السياسية في تركيا. وانتقدت الاذاعة الايرانية الاجراء واعتبرته "ذروة قمع الاسلاميين في تركيا". وتساءلت عن كيفية "تجاهل القاعدة الشعبية التي تدعم حزب الرفاه وكيف يمكن عدم الأخذ في الاعتبار تصويت 20 في المئة من السكان لصالح الرفاه". لكن مواقف صحف طهران كانت اكثر حدة واعتبرت "كيهان" التابعة لمكتب مرشد الجمهورية الاسلامية ان "الدوائر المشبوهة وفي مقدمها اميركا اوعزت لجنرالات الجيش التركي التحرك وفق برنامج أُعدّ سلفاً لإقصاء حزب الرفاه عن السلطة لأن الساحة التركية وظروفها وملابساتها لم تسمح بانقلاب عسكري على غرار ما فعلته هذه الدوائر في الجزائر لذلك قامت بانقلاب سياسي وأُقصي حزب الرفاه … ثم قامت بانقلاب قانوني". وجزمت بأن هذه الخطوة "ستزيد في اصرار الشعب التركي على تمسّكه بالاسلام كنهج ونظام حياة". وتابعت بأن هذه الخطوة "المشينة واللاأخلاقية وصمة عار مخزية في تاريخ تركيا الحديث وستترك بصماتها السوداء على جبين العسكر". ورأت ان الساحة التركية "معرّضة لتقلبات وتطورات ليست في الحسبان".