بعد اربعة أيام من الصراعات الديبلوماسية، وافقت لجنة العقوبات الدولية على اقلاع الطائرة الروسية "ايليوشين - 86" امس من العاصمة الارمنية يريفان متجهة الى بغداد التي وصلت اليها مساءاً، وعلى متنها معدات انسانية ووفد من مجلس الدوما برئاسة زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي فلاديمير جيرنيوفسكي الذي تعارك مع السفير الروسي في ارمينيا وصفعه على مرأى من الصحافيين. وكانت الطائرة انطلقت من موسكو الاحد الماضي وعلى متنها 207 ركاب وتوجهت الى يريفان بعدما رفضت السلطات الاذربيجانية والايرانية السماح لها بعبور اجوائها. وجرت اتصالات ديبلوماسية مكثفة بين موسكو وطهران ونيويورك وواشنطن. واكد رسميون روس ان المواد الطبية مسموح بنقلها جواً الى بغداد اثر "ابلاغ" لجنة العقوبات من دون الحاجة الى اذن خاص. الا ان الوفد الاميركي في نيويورك اعرب عن استغرابه لوجود عدد كبير من "المرافقين" واعلان مجلس الدوما النواب ان بين هؤلاء وفداً برلمانيا رسمياً يتوجه الى بغداد بدعوة من المجلس الوطني العراقي. وكانت ثلاث كتل برلمانية روسية وهي "يابلوكو" الاصلاحية المعتدلة و"الاقاليم الروسية" و"روسيا بيتنا" الحكومية رفضت المشاركة في الوفد الذي تألف من نواب الحزبين الديموقراطي الليبرالي والشيوعي وكتلة "سلطة الشعب" اليسارية. وبعدما كان مفترضاَ ان يقود الوفد نائب رئيس البرلمان ميخائيل غوتسيرييف، وهو من اعضاء حزب جيرينوفسكي، اعلن في اللحظة الاخيرة انه "مرض فجأة" ليفسح في المجال لزعيم حزبه كي يكون في المقدمة. وأدار جيرنيوفسكي معركة طويلة بدأها باتهام الحكومة الروسية بالتقصير في استحصال الموافقات اللازمة للوفد ثم حمل على زملائه في مجلس الدوما لانهم لم يؤيدوا مواقفه. وذكر رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف ان لجنة العقوبات وافقت على ان تقل الطائرة تسعة نواب و15 صحافياً وثمانية فنيين. وأضاف ان جيرنيوفسكي حاول ان يضم اعداداً اكبر الى الطائرة رغم اعتراض سلطات الحدود الارمنية والجهات الروسية التي قال انها استطاعت الحصول على موافقة اللجنة الدولية بصعوبة بالغة. وذكر مراسل اذاعة "صدى موسكو" ان اكثر من 100 صحافي "خذلوا" ومنعوا من صعود الطائرة الا ان جيرنيوفسكي اصر على ان يكون عدد منهم بين الركاب. ولتسوية المشكلة وصل الى المطار السفير الروسي في يريفان اندريه اورنوف وحاول اقناع الزعيم "الليبرالي والديموقراطي" بالامتثال للقرارات المتفق عليها، الا ان جيرنيوفسكي وجه اليه سيلاً من الشتائم، وعلى طريقته المعهودة اطلق ليده العنان وصفع السفير. وذكرت وكالة "ايتار تاس" الرسمية ان مصوري التلفزيون سجلوا المشهد المخجل الا ان التسجيلات سحبت من كاميراتهم ولم تحدد الجهة التي صادرتها.