بغداد - رويترز، أ ف ب - انتقد العراق امس الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان لتأجيله جولة شرق أوسطية كان تردد انها قد تقوده الى بغداد. وقالت انه "ينفذ اوامر اميركا". وكان انان صرح، في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية، بأن العراق وضع نفسه في مأزق نتيجة موقفه من عملية التفتيش الدولي عن اسلحته. وقال انان الذي اجرى أول من امس اتصالاً هاتفياً مع نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز "في اطار المشاورات المستمرة" بين بغداد والمنظمة الدولية: "علينا مساعدة العراقيين للخروج من الازمة لكن اظن ان علينا تجنب اهانتهم بأي ثمن. علينا ان نتأكد من ان بغداد تدرك ان قرارات مجلس الأمن الدولي جدية"، مشدداً على ان "الجهود الديبلوماسية لم تستنفد بعد" من اجل حل الازمة. ولم يستبعد انان القيام بزيارة للعاصمة العراقية لكنه، اعتبر ان قبل ذلك يجب ايجاد "حل يمكن تطبيقه يسمح بالتقدم وتجنب وقوع هجمات جوية مدمرة"، لكنه اعرب عن الاعتقاد بأن عناصر التوصل الى اتفاق غير متوافرة حالياً، طالباً من الاطراف المعنية التحلي ب "المرونة"، ذلك انه "اذا بقينا على مواقف متشددة من الجوانب كافة لن نتوصل الى حل". وتعليقاً على اعلان انان الغاء جولته الشرق اوسطية اعربت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي عن الأسف لأن الامين العام للامم المتحدة "لا يتحلى بالحياد ولا يشعر بالمسؤولية عن الأمن والسلم في العالم". وقالت ان "قراره عدم زيارة العراق ومصر على رغم انها متعلقة مباشرة باطفاء أزمة خطيرة تؤكد انه ينفذ اوامر اميركا التي لا تريد حلاً سلمياً بل تريد الحاق المزيد من الاذى بشعب العراق". وأضافت ان انان يتخذ موقف "المتفرج" من الازمة و"لم يبادر بتقديم اي اقتراحات او آراء بخصوص ازمة اصبحت تهدد الأمن والسلم الدوليين بعكس مبادرات الأممالمتحدة في مناطق اخرى مثل يوغوسلافيا وافغانستان ومشكلة الصحراء" الغربية. واعتبرت الصحيفة ان انان "يفضل الاذعان للضغوط الاميركية لكي يبقى في منصبه على الوفاء بالتزاماته الرسمية". على صعيد آخر ذكرت "وكالة الانباء العراقية" ان العراق وجّه دعوة مفتوحة للصحافيين الاجانب الى زيارة بغداد والاستماع الى وجهة نظرها في الازمة. وقالت ان الدعوة وجهها مكتب الشؤون الخارجية لحزب البعث الحاكم الى كل الاحزاب السياسية والشخصيات البارزة العربية والاجنبية. واضافت ان سعدون حمادي رئيس المجلس الوطني العراقي بعث ايضاً بدعوة منفصلة الى ثمانية نواب برلمانيين بريطانيين قال انهم رفضوا استخدام القوة لتسوية ازمة المفتشين.