أعلن لبنان، بلسان رئىس حكومته رفيق الحريري، "معارضته اي اجراء عسكري ضد العراق"، لكنه دعاه واسرائيل الى التزام قرارات الأممالمتحدة. وكان الحريري انهى امس زيارة لكوالالمبور وعاد ليلاً الى بيروت على ان يتوجه اليوم الى اذربيجان، بعدما اجرى محادثات مع نظيره الماليزي مهاتير محمد، ووقّعا مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي، وعقد سلسلة لقاءات مع مسؤولي القطاعات الصناعية والمصرفية. وذكرت مصادر رئىس الحكومة ان الزيارة "اثمرت تعميقاً للعلاقات الجيدة بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وان وزيرة التجارة والصناعة الماليزية رفيدة عزيز ستزور بيروت آخر شباط فبراير الجاري لبلورة اتفاق تجاري يهدف الى تحسين العلاقة التجارية وإلغاء الازدواج الضريبي. وأكد الحريري خلال غداء اقامه على شرفه اتحاد المصارف الماليزية "ان الاقتصاد الماليزي قوي والقيادة الماليزية قوية وستتخطى الازمة في نجاح". وأشار الى "ان لبنان عانى بين العامين 1982 و1992، خلال سنوات الحرب، تقلبات مماثلة لما يحصل في ماليزيا اليوم نتيجة تدهور سعر العملة الوطنية". وأوضح "ان الوفاق السياسي هو العامل الأهم في هذا الوضع لتجاوز المشكلات المالية وغيرها". وقال: "منذ تولي المسؤولية في العام 1992 وحتى الان، سعر صرف الليرة ثابت بعد اتخاذ اجراءات عدة". واختتمت الزيارة بخلوة لنصف ساعة بين الرئيسين الحريري ومهاتير محمد في جناح الأول في الفندق. وسئل الحريري عن موقف لبنان من الوضع العراقي، اجاب: "انه بسيط جداً. اننا نعارض اي حل عسكري ضد العراق. لكننا نريد ايضاً ان يتعاون العراق مع الأممالمتحدة". واتهم المجتمع الدولي "بالكيل بمكيالين". وقال: "ان لبنان يريد ان تلتزم اسرائيل هي الاخرى قرارات الأممالمتحدة"، ولا يمكنه ان يتفهم المعايير المزدوجة التي تقيس بها بعض الدول المواقف". وأضاف: "نرى شعب العراق، يعاني والحرب ربما على الابواب. اننا نعارض الحرب معارضة كاملة لكننا نؤيد ايضاً تنفيذ قرارات الاممالمتحدة ومجلس الامن تأييداً كاملاً. ولبنان يريد ان يرى تعاوناً عراقياً مع البعثة المكلفة التأكد من تدمير كل اسلحة الدمار الشامل". وختم: "نرى اسرائيل غير ملتزمة قرار الاممالمتحدة ولا تقبل اي شيء تقوله ولا تنفّذ كل ما وقّعته وكل ما اتفقت عليه، والدول الاخرى لا تنتقدها ولا تعاقبها". مواقف اخرى الى ذلك، اعلن رئىس المجلس النيابي نبيه بري "ان لبنان متضامن مع الشعب العراقي في ازمته"، كما نقل عنه النواب بيار دكاش ومصطفى سعد ونجاح واكيم الذين طالبوه وطالبوا المجلس النيابي "بالعمل لعقد مؤتمر قمة عربية ومؤتمر طارئ لاتحاد البرلمانيين العرب للبحث في الأزمة العراقية وانعكاساتها على الساحة العربية من خلال استمرار الحصار على الشعب العراقي". وعارض وزير الدفاع محسن دلول "اي ضربة عسكرية للعراق". ورأى "ان مثل هذا الوضع ستكون له انعكاسات غير منظورة". وفي قصر بسترس، اعلن سفير بلجيكا في لبنان ميشال شترفنسكي بعد لقائه الامين العام لوزارة الخارجية السفير ظافر الحسن ان بلاده "تسعى الى حل ديبلوماسي للأزمة العراقية وأنها لا تحبذ اي تدخل عسكري". وقال: "اذا اضطر الامر الى ضربة عسكرية فلا ادري ما هو الموقف الذي ستتخذه بلجيكا، ولكن بالطبع لن يكون لنا تدخل فعلي في عمل عسكري".