وصف السيد فواز العطية الناطق الرسمي باسم الخارجية القطرية الزيارة التي قام بها أمس أمير قطر إلى جدة بأنها "خاصة"، مشيراً إلى أن تأجيل جولة آسيوية كان مقرراً أن يقوم بها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ابتداء 18 الجاري جاء بسبب "الظروف الراهنة في المنطقة". وعلمت "الحياة" من مصادر أخرى أن زيارة أمير قطر للسعودية تهدف إلى مقابلة والده الأمير السابق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. وقالت هذه المصادر إن الشيخ خليفة موجود في السعودية منذ أواخر رمضان الماضي. وقبل عودته الى الدوحة قابل أمير قطر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في جدة. وكان الملك فهد بعث برسالة الى الشيخ حمد أول من أمس لم يفصح عن مضمونها. وكان في استقبال أمير قطر في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران، والأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير، والأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة مكةالمكرمة بالوكالة، والأمير الفريق أول ركن متقاعد خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، والأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة. ورافق امير قطر في زيارته الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية. وأفادت مصادر مطلعة انه كان بين مستقبلي الامير الشيخ حمد في مطار جدة شقيقه الشيخ عبدالعزيز بن خليفة وزير الاقتصاد السابق الذي غادر مع الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد بعد اطاحته، ما فتح الباب لتكهنات باحتمال وجود وساطة سعودية بين أميري قطر السابق والحالي الابن والأب، يعود الأب بمقتضاها الى الدوحة للاقامة مع الاحتفاظ له بجميع اشكال التقدير، بناء على العادات الخليجية في هذا الخصوص. وفي الدوحة، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية في مؤتمر صحافي أمس إن قطر مع "الحل بالوسائل الديبلوماسية" للأزمة الراهنة بين العراق والأمم المتحدة. أما في شأن زيارة وزير الدفاع الأميركي وليام كوهين للدوحة اليوم، فقال إن الزيارة تهدف إلى اجراء محادثات عن التعاون الدفاعي، مشيراً إلى أن "برنامج تخزين مسبق للمعدات العسكرية الأميركية في قطر مستمر". وسئل هل هناك تنسيق قطري مع دول مجلس التعاون في شأن الأزمة مع العراق واحتمالات تعرضه لضربة عسكرية أميركية، فأشار إلى "تباين في وجهات النظر عموماً بين الدول سواء في المنطقة أو خارجها". وقال: "لا استطيع الدخول في أمور معينة ولكن نأمل بحل الأزمة بالطرق الديبلوماسية". وعن انهاء عقود مصريين كانوا يعملون في قطر، قال: "إن الذي يتحكم بوضع العمالة المصرية وغيرها هو العرض والطلب ولا تمييز بين العمالة الوافدة، وهناك نسب موزعة للوظائف بين هذه الجنسيات". وقال إنه صرفت مستحقات من انهيت عقودهم و"لم يتعرض أي منهم لإساءة"، مؤكداً "وجود آلاف المصريين يعملون حالياً في قطر"، وأن الأعداد التي ألغيت عقودها "لا تعتبر سوى قطرة في بحر"، وشدد على أن "المصالحة القطرية - المصرية تمت في الرياض". وقالت مصادر سياسية إن الدوحة تعتبر أن ملف الأزمة مع القاهرة اغلق، وأنه إذا كان من مشكلة باقية، فإن هذه المشكلة هي مع السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري، وأن الردود التي تصدر عن الدوحة محصورة بهذا الوزير، لأن التصريحات التي أدلى بها "تجاوزت كل حدود"، وهي لا تتفق مع الرسائل المطمئنة والمتفهمة التي صدرت عن مسؤولين مصريين آخرين يهمهم انهاء الأزمة فعلاً. وسألت "الحياة" الناطق باسم الخارجية هل أبلغت المبعوث العراقي الذي زار الدوحة أمس رسالة معينة، فأجاب: "اننا نطالب المسؤولين العراقيين في اجتماعاتنا الثنائية التزام قرارات مجلس الأمن، كما نحض واشنطن على بذل قصارى الجهد لايجاد حل ديبلوماسي للأزمة".