لقي قطع ست دول عربية علاقاتها مع قطر ردود فعل إقليمية ودولية متفاوتة، لكن معظمها دعا كل الأطراف إلى التهدئة وحل الخلافات بالحوار. في واشنطن لم يفاجأ المسؤولون الأميركيون بالخطوة لزيادة الضغط على الدوحة، وقالت مصادر قريبة من البيت الأبيض ل «الحياة» إن هناك «تفهماً أميركياً للموقف» ودعت قطر إلى «التزام إعلان قمة الرياض، خصوصاً وقف دعم الإرهاب وتمويله». وأعربت عن استعداد واشنطن للتوسط بين مختلف الأطراف للمحافظة على وحدة مجلس التعاون الخليجي. وعكست تصريحات وزيري الخارجية والدفاع ريكس تيلرسون وجيمس ماتيس حرص واشنطن على عدم انتقاد التصعيد الخليجي، لا بل الحديث عن جوهر الخلافات التي أدت اليه. وقال تيلرسون: «نشهد لائحة طويلة من المسائل المؤرقة إقليمياً التي كانت موجودة منذ بعض الوقت وتزايدت الآن إلى مستوى جعل هذه الدول تتخذ خطوات للتعاطي مع هذه الخلافات». وإذ شجع الأطراف على الحوار «ومناقشة القضايا الخلافية» طرح أيضاً وساطة أميركية «للعب أي دور يساعد في الحفاظ على وحدة مجلس التعاون الخليجي». وانتقد ماتيس «أفعال طهران وضرورة تحرك المجتمع الدولي في تلك المنطقة للتصدي لأنشطتها المزعزعة للاستقرار من سورية إلى اليمن حيث تساهم في حرب ذات تداعيات إنسانية كبيرة «. وتوقع أن «تطول الأزمة»، وقال: «لا أعرف كم من الوقت إنما سيتم حلها». وأشارت المصادر الأميركية إلى أن الأزمة ستؤخر أي زيارة لأمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل الثاني واشنطن وكانت مقررة الشهر المقبل. وفيما أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن لا نية لدى إسلام آباد لقطع العلاقات مع الدوحة، اتصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني، وحضه على اعتماد الحوار لتجاوز الأزمة. وقال باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف إن «موسكو تأمل أيضاً في أن لا يؤثر الخلاف الديبلوماسي مع الخليج في العزم المشترك للحرب على الإرهاب الدولي». في طهران، قال حميد أبو طالبي، المسؤول في مكتب الرئيس حسن روحاني: «انتهى عهد قطع العلاقات الديبلوماسية. إن إغلاق الحدود ليس وسيلة لحل الأزمة. وليس أمام هذه الدول (المقاطعة) خيار آخر سوى بدء الحوار الإقليمي». وأفاد التلفزيون الرسمي بأن إيران «دعت قطر والسعودية ودولاً خليجية عربية أخرى إلى حل خلافاتها بالطرق الديبلوماسية لأن أي تصعيد لن يساعد في حل الأزمة في الشرق الأوسط». وأكد بهرام قاسمي، الناطق باسم الخارجية أن «حل الخلافات الإقليمية والخلاف الراهن، يكون بانتهاج الأساليب السلمية والحوار الشفاف والديبلوماسية». وأضاف: «لن تستفيد أي دولة في المنطقة من تصاعد حدة التوتر». في أنقرة، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إنه يشعر ب «الأسى للخلاف بين قطر ودول عربية أخرى»، ودعا الكل إلى «حل النزاع بالحوار». وأضاف خلال مؤتمر صحافي: «نعتبر استقرار منطقة الخليج جزءاً من وحدتنا وتضامننا. تطرأ بعض الأمور بين الدول بالطبع لكن الحوار يجب أن يستمر تحت أي ظرف لحل المشكلات سلماً. نشعر بالأسى للوضع الحالي وسنقدم أي مساعدة لإعادة الوضع إلى طبيعته». في نيودلهي، قالت سوشما سواراج، وزيرة الشؤون الخارجية، إن بلادها «لن تتأثر بقطع بعض دول الخليج علاقاتها الديبلوماسية مع قطر». وأضافت: «لا يبرز أي تحد بالنسبة إلينا. هذا شأن داخلي لدول مجلس التعاون الخليجي. نحن نهتم فقط بشأن الهنود هناك».