دعا وزير الإعلام السوداني الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير أجهزة الإعلام المحلية والعالمية للسفر الى مدينة واو جواً للتأكد من انتهاء القتال الذي بدأه المتمردون ليلة الخميس الماضي. ونقل التلفزيون الحكومي مشاهد عدة ولقاءات من داخل مدينة واو مع القادة العسكريين ووالي غرب بحر الغزال وبعض المسؤولين أكدوا خلالها حسم التمرد وعودة الحياة الى طبيعتها. وأعلن حسم الهجوم أيضاً الفريق عبدالرحمن سر الختم الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية. وقالت المصادر الحكومية ان الحياة بدأت تعود الى طبيعتها في منطقة بحر الغزال وانه لم تحدث أمس السبت وأول من أمس الجمعة أي انتهاكات عسكرية وأمنية كالتي حصلت يومي الأربعاء والخميس. وللتأكد من استقرار الأوضاع دعا وزير الإعلام الدكتور الطيب ابراهيم محمد خير ممثلي أجهزة الإعلام المحلية والأجنبية للحضور الى المطار العسكري في الخرطوم للسفر الى مدينة واو للتحقق من أن التدهور الأمني الذي حدث ليلة عيد الفطر وأول أيام العيد قد انتهى. ونقل التلفزيون مشاهد من داخل واو مرات عدة لكنه لم يعرض مشاهد للمنطقتين اللتين تعرضتا للهجوم وهما حي قرنتي وحي زقلونا. ويقع في الأول منهما مقر القيادة العسكرية وهو أحد المواقع الأساسية التي استهدفها الهجوم مع المطار ومحطة السكة الحديد، مما يوحي بأن المهاجمين كانوا ينوون السيطرة على المواقع المهمة انتظاراً لدعم من الخارج. وقال ل "الحياة" الفريق عبدالرحمن سر الختم الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية ان الحياة عادت الى طبيعتها وأن ما تعلنه أجهزة الإعلام الخارجية نقلاً عن إعلام "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ما هو إلا دعاية لرفع الروح المعنوية عند جنود "الجيش الشعبي" بعد أن فشل الهجوم. ولم يعلن سر الختم عدد الضحايا في جانب المهاجمين لكنه قال ان عددهم كبير جداً وانهم هربوا في اتجاهات عدة، ومنهم عشرات ألقوا بأنفسهم في النهر وأن معظم القوة المهاجمة وعدد أفرادها حوالى 500 أبيدت، على حد تعبيره. وعن الوضع في الجبهات الأخرى في الجنوب والشرق اكتفى الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني بالقول بأنه لا جديد و"لم نتسلم تقارير تفيد بوقوع أي اعتداءات". الى ذلك أ ف ب أكد المتمردون السودانيون ان كاربينو كوانين، الزعيم الجنوبي الذي كان قد ابرم اتفاق سلام مع الحكومة السودانية استخدم امدادات حكومية لمهاجمة الجيش السوداني في مدينة واو الجنوبية التي يؤكد المتمردون سيطرتهم على مواقع استراتيجية فيها ليس من بينها المطار. واكد الناطق باسم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" دانيال كودي لوكالة "فرانس برس" أمس ان الهجوم على واو الواقعة في ولاية غرب بحر الغزال على بعد اكثر من الف كيلومتر جنوبالخرطوم "تم في اطار خطة اعد لها باحكام منذ اربعة اشهر" بين قيادة المتمردين الجنوبيين وكوانين. وكان كوانين، مؤسس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في 1983 والتي انبثق عنها "الجيش الشعبي" الذي يتزعمه جون قرنق، اعلن انشقاقه عن زعيم المتمردين ووقع اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في نيسان ابريل الماضي مع زعماء عدة فصائل جنوبية منشقة اخرى بينهم رياك مشار. وكانت الحكومة السودانية عينت كوانين نائبا لرئيس مجلس تنسيق الجنوب الذي يرأسه مشار. وقال كودي ان الخطة بدأت بعد مغادرة كوانين الخرطوم وتوجهه الى واو. واضاف ان "قيادة الجيش الشعبي بدأت على الاثر اتصالها بكوانين عندما تمركز في ماريال باي على بعد حوالى 20 كيلومتراً من واو واتفقت معه على ترتيب سيناريو انضمام آلاف من قوات الجيش الشعبي الى قوات الحكومة". واضاف ان كوانين "طلب مساعدة من الخرطوم لشن هجوم على الجيش الشعبي وحصل منها على امدادات من الاغذية والكساء والذخائر والدبابات، وهذه الامدادات هي التي استخدمها لمهاجمة واو" ليل الاربعاء - الخميس.