استهل الرئيس السوداني عمر البشير زيارته روسيا، تلبية لدعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس، بالقول إنه يريد مناقشة التعاون في مجال الطاقة النووية مع موسكو، وذلك قبل بدء اجتماعه مع نظيره الروسي في مدينة سوتشي (جنوب). من جهته، قال بوتين للبشير إن روسيا تخطط لتصدير مليون طن من الحبوب إلى السودان في العام الحالي. وقال الكرملين في إطار التحضير للاجتماع إن إمدادات القمح الروسية إلى السودان بلغت 702 ألف طن خلال الفترة بين كانون الثاني (يناير) وآب (أغسطس) الماضيين. في غضون ذلك، استضافت الخرطوم اجتماع اللجنة المشركة لترسيم الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان، لإعداد تقرير شامل حول توصيف الحدود تمهيداً لترسيمها وتسوية الخلافات على مناطق متنازع عليها. وتشير اللجان المختصة في البلدين إلى أنها توصلت إلى اتفاق حول 80 في المئة من ترسيم الحدود التي يفوق طولها 2000 كيلومتر، فيما يتنازع البلدان على مناطق حفرة النحاس، وكافية كنجي، وكاكا، ودبة الفخار. وقال وزير الدولة في الرئاسة السودانية الرشيد هارون، في بداية أعمال اللجنة إن ملف الحدود المشتركة يمثل أهمية قصوى لتحقيق علاقة قوية واستراتيجية بين الجانبين. وصرح رئيس الجانب السوداني في اللجنة عبد الله الصادق، إن هدف الاجتماع هو إعداد تقرير متكامل حول توصيف الحدود تمهيداً لترسيمها على الأرض من خلال لجان متخصصة. وقال رئيس الجانب الجنوبي السفير داريوس قرنق، إن الاجتماع يأتي امتداداً لاجتماعات سابقة أوصت بتحديد المناطق المتفق عليها وتلك المختلف عليها بين البلدين، مؤكداً عزم الطرفين على تجاوز التحديات التي يمكن أن تواجه اللجنة. إلى ذلك، رفضت السفارة السودانية في العاصمة الكينية نيروبي منح تأشيرة دخول لرئيس أركان جيش جنوب السودان السابق الجنرال بول مالونق. ولا تزال الدوافع والظروف التي سعى فيها رئيس الأركان السابق للحصول على تأشيرة دخول إلى السودان غير واضحة. وذكر أحد أفراد عائلة مالونق إن رئيس الأركان السابق كان يعتزم السفر خارج نيروبي بعد 3 أيام من سماح الرئيس سلفاكير ميارديت له بمغادرة البلاد عبر مبادرة توسطت فيها قيادات قبلية ورجال دين. وحاول مالونق السفر إلى بلدته في شمال بحر الغزال بعد إطلاقه من الإقامة الجبرية، إلا أن سلفاكير رفض طلبه وسمح له بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج فقط. وقال مصدر سوداني إن الجنرال السابق قدم معلومات غير متسقة عندما طلبت منه السفارة السودانية تحديد أسباب سفره إلى الخرطوم. وذكر ملحق أمني في سفارة جنوب السودان في نيروبي إنه جرى خلال الأيام الماضية ومنذ وصول مالونق من جوبا، رصد أنشطة غير عادية واجتماعات مع مرتزقة أجانب ومنشقين سياسيين. من جهة أخرى، اندلع قتال عنيف في ولاية فانجاك في جنوب السودان بعد أن شنت قوات موالية لجوبا هجمات ضد المتمردين. وأفاد السكرتير الصحافي لحاكم ولاية فو التابع للمتمردين، خان روم بأن القوات الموالية للحكومة هاجمت مواقعهم، مشيراً إلى أن القوات الحكومية حاولت استعادة السيطرة على مقاطعة واو الواقعة تحت سيطرة المتمردين. ونفى الناطق باسم الجيش لول روى قوانق، تورطهم في قتال ضد المتمردين في فانجاك، مؤكداً أن منطقة واو في الولاية الجديدة تحت سيطرتهم. وشنّ متمردون هجوماً ضد قوات حكومية في ولاية ليتش الجنوبية، أسفر عن مقتل 27 شخصاً. وصرح وزير الإعلام في الولاية بيتر ماكوث مالوال، بأن 3 جنود و24 مسلحاً موالياً لزعيم المتمردين رياك مشار قُتلوا في المعارك التي اندلعت أول من أمس. وفي تطور ذي صلة، حذر القائم بأعمال السفارة الأميركية في جوبا مايكل مورو، من أن الدولة الوليدة قد تواجه عقوبات إضافية في حال لم يستغل قادتها محادثات السلام الجارية لإنهاء الحرب الأهلية، لافتاً إلى أن هذه العقوبات يمكن أن تأتي بشكل حظر على الأسلحة أو قيود اقتصادية ومصرفية. ورجّح مورو أن تستهدف هذه الإجراءات المشددة، كل الذين يُعتبرون «مفسدين» لعملية السلام التي يشرف عليها زعماء المنطقة.