دعا وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون ادارة الرئيس بيل كلينتون الى اعتماد الحذر في تعاطيها مع السلطة الفلسطينية لكي لا تقع هذه السلطة في "توقعات خاطئة"، ملمحاً الى ان زيارة كلينتون المقبلة للمنطقة قد تعطي هذا الانطباع. وقال شارون في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر أول من أمس عقب محادثات أجراها مع كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر ان "احدى المشاكل، لا بل المخاطر هي ان السلطة الفلسطينية تشعر انها تتلقى دعماً كاملاً من هذه الديموقراطية العظيمة" الولاياتالمتحدة. وأضاف ان هذا الشعور يؤدي الى مزيد من العنف على الأرض. وبدا شارون وكأنه ينقل رسالة علنية الى الادارة الاميركية عن عدم رضا الحكومة الاسرائيلية عن تصرفات المسؤولين الاميركيين وتصريحاتهم ورغبتها بألا تؤدي زيارة كلينتون لغزة وبيت لحم الى رفع معنويات الفلسطينيين خصوصاً لجهة آمالهم بالدولة المستقلة. وأضاف ان زيارته لواشنطن واجتماعاته مع المسؤولين الاميركيين التي تسبق جولة الرئيس كلينتون المقرر ان تبدأ السبت المقبل وحتى الثلثاء الموافق 15 كانون الأول ديسمبر الجاري، تهدف الى شرح موقف اسرائيل بعدم تنفيذ المرحلة الثانية من اعادة الانتشار بموجب اتفاق "واي ريفر" بسبب "خرق السلطة الفلسطينية" هذا الاتفاق واعطاء "إنذار مبكر" للفلسطينيين لكي يبدلوا تصرفاتهم. وكرر انتقاداته للسلطة الفلسطينية، خصوصاً لجهة التحدث عن الدولة المستقلة، واتهمها بأنها وراء العنف الحاصل حالياً. وأكد مجدداً ان اسرائيل لن تطلق السجناء "المطلخة ايديهم بالدماء". وقال ان قرار مجلس الأمن الرقم 242 ليست له أي علاقة بالقدس التي "ستبقى عاصمة اسرائيل الى الأبد موحدة وغير مجزأة". وسئل شارون عما عناه عندما قال ان اسرائيل ستضم الأراضي اذا أعلن الفلسطينيون الدولة المستقلة، أجاب: "كلا، لا أعتقد ان لدينا النية للعودة الى غزة أو الى شخيم الاسم العبري لنابلس أو جنين أو رام الله، وان ما قصده كان العودة الى الأماكن غير الخاضعة كلياً للسيطرة الفلسطينية. ومن جهة أخرى، أعلن ناطق باسم البيت الأبيض ان شارون اجتمع بالمستشار بيرغر لمدة 90 دقيقة وان كلينتون حضر جانباً من الاجتماع لمدة 60 دقيقة. وقال الناطق ان كلينتون وشارون بحثا في زيارة الأول لغزة والقدس وبيت لحم التي قال انها "تعتبر فرصة لدفع عملية السلام". وأضاف ان كلينتون وشارون "اتفقا على الحاجة الى المضي في تنفيذ اتفاق واي ريفر رغم العقبات الراهنة التي تعترضه". واكد ان الادارة مستمرة في تشجيع الجانبين للعمل معاً وللتحرك نحو بدء مفاوضات المرحلة النهائية. واكد مجدداً ان الرئيس الاميركي. لا يزال يعتزم القيام بزيارته السبت المقبل.