لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - لم يحافظ خام القياس "برنت" على مكاسبه البسيطة التي حققها مساء الخميس وصباح الجمعة عندما بلغ حدود 11.05 دولار للبرميل في بداية التعامل بالعقود الآجلة في بورصة النفط الدولية في لندن، وما لبث ان تراجع الى اقل من 11 دولاراً عند الظهر مع توقعات بتراجعه الى 10 دولارات في الفترة القريبة. وأشار المتعاملون في السوق الى ان الاسعار لم تتأثر بفشل مؤتمر "اوبك" اذ توقعت السوق هذا الاحتمال وتراجعت الاسعار مسبقاً الى ادنى مستوى. واعتبر محلل سوق النفط الدولية في شركة "كريديه ليونيه روز" للوساطة توني ماشاسيك ان "نتيجة المؤتمر جاءت مطابقة لما توقعته السوق ولم يُفاجأ المستثمرون بذلك". وقال: "حتى وزراء دول اوبك كانوا يعلمون ذلك، وكانوا يعلمون أيضاً انهم لن يغشوا احداً، ولهذا السبب لم تتأثر السوق فعلا". وأشار الى ان سعر برميل "برنت" قد يتراجع الى عتبة العشرة دولارات في غضون اسبوعين. ويقول خبراء ان في الاسواق كميات نفط فائضة للغاية و"نحتاج الى سحب مليون برميل يومياً في السنوات الثلاث المقبلة لخفض الخطر الماثل وتعديل اسعار النفط". وقال محللون في لندن ان قرار "أوبك" عدم تعديل نسب الانتاج وعقد الاجتماع المقبل في آذار مارس سيؤدي الى تفاقم زيادة المعروض في سوق متخمة حتى مع انخفاض حرارة الجو في الشتاء المقبل. وقال جيرمي هدسون من مؤسسة "سالومون سميث بارني" في لندن إنه "مع ابقاء أوبك على مستويات الانتاج الحالية نتوقع تباطؤ معدل ارتفاع مخزونات النفط بنحو 200 ألف برميل يوميا في الربع الاول من السنة المقبلة مع افتراض حلول شتاء شديد البرودة". وأضاف: "اذا ظل انتاج المنظمة على حاله حتى نهاية 1999 ربما يرتفع المخزون بمعدل 700 ألف برميل يوميا فقط مقارنة بمتوسط 900 ألف برميل يوميا السنة الجارية". ورأى كونراد غربر من مؤسسة "بترولوجيستكس" في جنيف انه حتى الشتاء القارس البرودة ليس كافيا لرفع الاسعار من أدنى مستوياتها منذ نحو 25 عاما مع مواصلة مستويات الانتاج الحالية. وانهت "أوبك" اجتماعها نصف السنوي في فيينا اول من امس باتفاق على الحفاظ بمستوى خفض الانتاج عند 2.6 مليون برميل يومياً، وهو المستوى الذي اتُفق عليه في حزيران يونيو الماضي واعادة البحث في أوضاع السوق في آذار المقبل لتقويم أثر الطلب في الشتاء على المخزون. وقال بيتر هيشن من مؤسسة "وليام دي بروي" في لندن: "تتبنى أوبك منهج التريث ويقول المسؤولون فيها اننا فعلنا ما يكفي ودعونا نرى مدى برودة الشتاء قبل خفض الانتاج مرة أخرى". غير ان متعاملين ومحللين توقعوا أن يؤدي قرار "أوبك" الى زيادة حجم مشكلة ارتفاع المخزون في حال اعتدال حرارة الشتاء. وأكد دايفيد ناب من الوكالة الدولية للطاقة ان المخزون سيظل على ارتفاع مع نهاية الربع الاول من 1999. وأشار الى ان توقعات الوكالة بُنيت على توقع انخفاض طفيف في درجات الحرارة في أوروبا وانخفاض حاد في حرارة أميركا الشمالية. وأظهرت بيانات المخزون النفطي، التي أصدرتها الوكالة في نشرتها الشهرية الاخيرة، ارتفاع المخزون في نهاية الربع الثالث من السنة الجارية بأكثر من 200 مليون برميل مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وقدرت الوكالة وصول السحب من المخزون في الربع الاخير إلى أكثر من 1.5 مليون برميل يوميا والى 900 ألف برميل يوميا في الربع الاول من السنة المقبلة. وقال ناب: "سيظل مخزون النفط مرتفعاً حتى الاجتماع المقبل لمنظمة اوبك". مشيراً الى ارتفاع أسعار التعاقدات الآجلة على أسعار التعاملات الفورية وقال: "ان ذلك شجع عدداً من شركات النفط على التخزين توقعاً لارتفاع لاحق في أسعار النفط". وتوقع ناب ان تلجأ دول من خارج "أوبك"، مثل الصين وروسيا، الى خزن النفط.