قال المسؤول في "توتال" كريستوف دومارجوري ان عملية دمج شركة "بتروفينا" البلجيكية لتكرير وتوزيع النفط مع "توتال" الفرنسية التي تمت مطلع الاسبوع الجاري، ستؤدي الى تعزيز وجود "توتال" في بحر الشمال وانغولا والولايات المتحدة وخليج المكسيك. وأوضح في تصريح الى "الحياة" ان الهدف من هذه العملية "مواصلة استراتيجية النمو التي تعتمدها انطلاقاً من قاعدة أوسع". وقال ان "توتال" استعرضت "الشركاء المحتملين الذين يمكنهم ان يؤمنوا مثل هذه القاعدة، ووجدت ان لا أحد منهم يملك مقومات التعاون المطلوبة، خصوصاً ان أي عملية اندماج تهدف الى تحقيق التعاون مع خفض التكاليف". وأضاف ان اختيار "بتروفينا"، التي تعتمد استراتيجية مماثلة لتلك التي تعتمدها "توتال"، يعزز بشكل عام قدرات الشركة الفرنسية ويتيح لها توسيع نشاطها على صعيد التكرير والتوزيع. اذ ان نشاط الشركة البلجيكية يتركز اساساً على التكرير والتوزيع في كل من أوروبا والولايات المتحدة، ما يعزز موقع "توتال" في البلد الأخير. وذكر دومارجوري ان لدى "بتروفينا" أيضاً نشاطات في أوروبا والولايات المتحدة في مجال تصنيع المشتقات النفطية، وانها تعمل في مجالي الانتاج والتنقيب في بحر الشمال وفي انغولا، حيث كانت "توتال" تطمح الى تعزيز وجودها في خليج المكسيك، وتطمح أيضاً لأن يكون لها نشاط هناك. وقال: "من الواضح ان الاندماج يوسع نطاق وجود توتال ويدخلها الى مناطق تعذر عليها حتى الآن دخولها، ويعزز موقعها في المناطق التي توجد فيها مثل بحر الشمال". وبالنسبة لصناعة المشتقات النفطية، أشار دومارجوري الى انها عنصر جديد، وان "توتال" كانت أوقفت نشاطها في هذا المجال. وأوضح انه عنصر محدود جداً في اطار الشركة الجديدة، ولا يشكل أكثر من نسبة 5 في المئة من رقم أعمالها. وذكر ان لدى كل من "بتروفينا" و"توتال" نشاطات في مجال انتاج مواد الدهان، مشيراً الى انه يتعين الآن في ظل الاندماج التفكير بما إذا كان يجب اقامة محور مشترك متخصص في انتاج مثل هذه المواد، علماً ان "قدرات الشركة الجديدة تجعلها رائدة في انتاج الدهانات". وأكد ان الاندماج لن يؤدي الى اأي تغيير في الاستراتيجية المعتمدة من قبل "توتال"، "التي كانت قررت ان تطور نشاطاتها في قطاع الانتاج، وهذا ما ستواصل العمل عليه"، مشيراً الى ان رئيس "توتال" تييري ديماري كان صرح ان "هدف الشركة هو رفع الانتاج الى 1.5 مليون برميل يومياً، ما سيؤدي الى توازن بين عمليات الانتاج وعمليات انتاج التكرير والتوزيع التي يبلغ حجمها لدى الشركتين نحو 1.5 مليون برميل يومياً". وعما اذا كانت العملية بمثابة دمج لشركتين من مستوى متباين، أجاب دومارجوري ان "من الواضح ان توتال هي التي تبتلع بتروفينا"، وان موافقة الشركة البلجيكية على الدخول في الاندماج تعود الى انه يسمح لها بتطوير نشاطها الانتاجي، لأن "قدراتها الذاتية لم تكن تسمح لها بذلك وامكانات النمو لديها محدودة جداً". وعن امكان حصول عملية اندماج بين "توتال" وشركة النفط الفرنسية "ألف اكيتان" قال دومارجوري ان هذه "مسألة مختلفة"، لكنه اشار الى ان الاندماج بين "توتال" و"بتروفينا" لا يشكل عائقاً أمام عمليات اندماج اخرى مستقبلية. وأضاف ان اندماج "توتال" مع "بتروفينا" يضعها في المرتبة السادسة بين الشركات النفطية في العالم وفي المرتبة الثالثة على المستوى الأوروبي بعد "بريتيش بتروليوم" و"اموكو" و"شل". الشرق الأوسط واعرب عن اعتقاده بأن "المهم على صعيد الشرق الأوسط ان الاندماج يعزز موقع توتال على رغم ان بتروفينا لم يكن لها أي نشاط في المنطقة، ويسمح للشركة الجديدة بأن تطور نشاطها في ظل المزيد من التوازن والتنوع". وأشار الى ان هناك امكانية لرفع مستوى نمو عمليات الشركة في الشرق الأوسط. وعما يمثله الاندماج بين "موبيل" و"اكسون" بالنسبة لپ"توتال" التي تشارك "موبيل" في مشروع رأس - غاز وقطر غاز، قال ان التأثير بسيط، اذ لم يكن لدى "اكسون" وجود كبير في الشرق الأوسط على رغم كونها شركة عملاقة. وأشار الى انه "إذا كان لا بد من أخذ الأمور بإيجابية، يمكن القول ان الاندماج بين اكسون وموبيل يزيل منافساً من أمامنا. وبدلاًَ من ان تضطر "توتال" الى منافسة كل منهما على حدة، أصبح أمامها الآن منافس واحد فقط.