من 20 آباغسطس لغاية 6 أيلول سبتمبر 1998، كانت مدينة زوريخ مركز تظاهرات بارزة نظّمها ماركوت لوشسنجر و"مؤسسة سويسرا للثقافة الهلفيتية" وذلك بمبادرة من "زوركير تياتر سبكتاكيل"، حيث تعاقب المسرح والرقص والموسيقى: الفرق المسرحية جاءت من سورية ومن تونس، مصمّمو الرقص من مصر ومن اسبانيا ومن المغرب، الموسيقيون من مصر والعراق والمغرب وسويسراوتونس، فاجتمع فنّانو ضفتّي المتوسط في ابداع واحد: فرقة "لانكا لي" الاسبانية رقصت الفلامينكو على أنغام موسيقى فرقة "الغناوا" المغربية في حين مزجت فرقة الجاز السويسرية، "كاداش" موسيقاها بموسيقى فرقة "النيل". وفي يومي 29 و30 آب، أُدرج في جدول هذه الفسحة الفنية ندوة عالجت موضوع الشرق والغرب قدّمت مداخلة فيها الى جانب المخرج بيتر بروك والياس خوري، مدير "مسرح بيروت" ، وناقدة المسرح المصرية مِنحة البطراوي، ورولا فتّال وحكيم مرزوقي من "مسرح الرصيف" في دمشق، والمخرج التونسي فاضل الجعيبي، والناقد يوسف الحمدان من البحرين، والاختصاصي السويسري بالاسلام رينهارت شولز والصحافي اللبناني بيار ابي صعب وغيرهم... كانت هذه اللقاءات ذات أهمية استثنائية، إذ نادراً ما تمكنّا من حضور عمل فنانين يجمعون قوتهم الخالقة من أجل التعبير عن أعماق ذاتهم. في وقت تندلع الأعمال العنيفة على اختلافها بل في وقت يشهد النشاط الابداعي أسوأ الصعوبات في البلاد العربية حيث الولاياتالمتحدة تشن من جديد هجوماً عسكرياً لا نعرف أي مشاكل يمكنه ان يحلّ، برهنت لقاءات زوريخ بأننا يمكننا ان نحلم بمستقبل من الصداقة والتضامن. * كاتب وناقد جزائري باللغة الفرنسية.