شددت دولة الإمارات على ضرورة عقد قمة عربية وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد استعداده لزيارة بغداد، وعبر عن أسفه لتأجيل اجتماع المجلس الوزاري العربي التشاوري في شأن العراق. واعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ان "أي اجتماع عربي سيكون مفيداً وخيراً للأمة العربية لأنه سيتيح للاخوة مجالاً ليتصارحوا ويبحثوا في نقاط الالتقاء بما يخدم العمل العربي المشترك". وكان الشيخ حمدان اجتمع ليل الثلثاء - الأربعاء مع سفراء الدول العربية والإسلامية المعتمدين في أبو ظبي وأكد أن "لا بديل أمام الأمة العربية والإسلامية كي تتجاوز الوضع المأسوي الذي تمر به سوى العودة إلى التضامن والتآزر ووحدة الصف والموقف كي يستعيد مكانتها التي عصفت بها الخلافات والانقسامات وتباين الرؤى". وأضاف ان الإمارات "سارعت من هذا المنطلق إلى تأييد الدعوة التي وجهها الرئيس علي عبدالله صالح لعقد قمة عربية عاجلة تستهدف جمع شمل الأمة العربية وتحقيق التضامن العربي". إلى ذلك، جدد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الاعلام والثقافة في دولة الإمارات تأييد الإمارات عقد قمة عربية، وقال: "من الضروري عقد هذا الاجتماع في الوقت الذي تمر الأمة العربية في ظرف مهين وسيئ". وأضاف: "إذا كانت غالبية الدول العربية مع عقد القمة، فيجب عقدها لتوفير صدقية للجامعة العربية". وانتقد تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب، معتبراً ان ذلك "يعطي الولاياتالمتحدة وبريطانيا متسعاً من الوقت لضربة أخرى للعراق، خصوصاً أن ذلك يتزامن مع محاكمة الرئيس بيل كلينتون". ودعا إلى إعادة النظر في اللجنة الدولية الخاصة المكلفة ازالة أسلحة الدمار الشامل العراقية، وقال إنها أصبحت أداة في يد بعض أعضاء مجلس الأمن. لافتاً إلى أن "صيغة العقوبات لن توفر حلاً مجدياً للمشكلة العراقية"، و"تؤثر في الشعب العراقي أكثر مما تؤثر في الحكومة العراقية". عبدالمجيد وفي القاهرة، عبر عبدالمجيد عن أسفه لتأجيل الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، وكرر أن "التأجيل جاء بناء على طلب دول مجلس التعاون الخليجي". وتمنى ألا يتأجل الاجتماع فترة طويلة. ولفت في تصريحات صحافية أمس، إلى أن التداعيات الأخيرة للأزمة العراقية "تمثل حلقة في سلسلة طويلة من الأحداث بدأت بالغزو العراقي للكويت، وهذه الأزمة كان بالإمكان حلها لو اعتذر النظام العراقي رسمياً على عدوانه على دولة شقيقة، لكن ذلك لم يحدث وتفاقمت الأزمة حتى الآن". ورحب بالانتقادات الموجهة الى الجامعة، لكنه رفض "السماح بالإساءة والهدم والتشويه والابتعاد عن الحقائق الثابتة". وأكد استمرار الجامعة في "رفض الظلم والعدوان"، مشيراً الى البيان الذي صدر غداة القصف الأميركي للعراق، وقال: "البيان كان قوياً وحازماً وأكد أن العدوان الاميركي ضد العراق يمثل خروجاً على الشرعية الدولية وعلى مجلس الأمن". وتحدث عن وجود ضغوط من بعض الأطراف العربية على الجامعة، وقال: "إن الأمانة العامة مضطرة الى أن تضع في حساباتها تلك المواقف المتصارعة بين دولة وأخرى مما يؤدي أحياناً الى عرقلة العمل العربي المشترك". وأبدى استعداده لزيارة العراق على رأس وفد عربي كبير يضم ممثلي القوى الشعبية والاتحادات والنقابات والهيئات العربية "تضامناً مع الشعب العراقي في محنته، شرط أن يكون لمثل هذه الزيارة صدى إيجابي لدى القيادة العراقية".