دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد وزراء الخارجية العرب إلى اجتماع استثنائي الأربعاء المقبل للبحث في عقد قمة عربية. ووجهت رسائل في هذا الشأن إلى الوزراء العرب، لكنه لم يتلق أي رد على دعوته حتى أمس. وكانت اليمن والإمارات والسلطة الفلسطينية، إضافة إلى العراق. وجهت دعوات لعقد قمة عربية للبحث في التطورات الراهنة، لا سيما بعد الضربة الأميركية - البريطانية للعراق، ودعت صحيفة "الثورة" العراقية أمس إلى عقد قمة عربية يكون موضوعها الوحيد العراق ورفع الحظر المفروض عليه منذ أكثر من ثماني سنوات. وكتبت "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم "ان أولى الخطوات الواجب فعلها الدعوة لعقد مؤتمر قمة عربية لبحث موضوع العراق فقط، ويبدأ الموقف القومي العربي بإدانة العدوان الأميركي - البريطاني - الصهيوني ورفع الحصار عن العراق". وأكدت "أن جميع الأقطار العربية" قد تضررت من السياسة الأميركية - الصهيونية في المنطقة". وبحث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات والرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية في اتصال هاتفي تم بينهما ليل الأربعاء مسألة عقد قمة عربية لمواجهة التطورات الراهنة. وكانت اليمن طلبت رسمياً من الجامعة العربية التحضير لعقد قمة عربية بعد توجيه الولاياتالمتحدة الاميركية وبريطانيا ضربات عسكرية للعراق، فيما تعتبر الامارات من أول المؤيدين لعقد القمة، ودعا الشيخ زايد مراراً لعقدها لاستعادة التضامن العربي ومواجهة التحديدات الراهنة. وقد وجهت وسائل الاعلام الاماراتية امس انتقادات للتأخير في عقد القمة العربية، واعربت صحيفة "الاتحاد" شبه الرسمية عن أسفها لعدم التعامل مع الدعوة لعقد القمة العربية بشيء من الاهتمام. واكدت ان عقد القمة يحتاج الى خطوات عملية محددة، ودعت الى عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب لمناقشة مواضيع القمة وجدول أعمالها وتحضير ملفاتها. كرر اليمن دعوته الى عقد قمة عربية عاجلة تبحث خصوصاً في "العدوان" الاميركي والبريطاني على العراق. واشار مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية اول من امس الى "ضرورة عقد قمة عربية عاجلة بأسرع ما يمكن من اجل الوقوف امام التطورات الراهنة وفي مقدمها ما تعرض له الشعب العراقي من عدوان" اضافة الى "ما يواجهه الاشقاء في ليبيا ولبنان وسورية وفلسطين والسودان من تحديات وتهديدات تستهدف امنهم وسيادتهم". وسار آلاف اليمنيين في شوارع صنعاء اول من امس دعوا خلالها الدول العربية لعقد قمة للبحث في الضربة الاميركية - البريطانية للعراق وطرد السفراء الاميركيين والبريطانيين. ورحبت قطر بعقد قمة عربية لكنها طالبت بالإعداد الجيد لهذه القمة. وجاء في بيان صدر في اعقاب جلسة لمجلس الوزراء القطري ليل الاربعاء - الخميس "رحب المجلس بالدعوة لعقد قمة عربية تناقش فيها القضايا المطروحة بصراحة ووضوح ويتم الاعداد الجيد لها وتهيئة كافة الظروف والاسباب لانجاحها". والى ذلك بعث عصمت عبدالمجيد رسالة خطية الى وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف يعبّر فيها عن رغبة الجامعة في زيادة التنسيق والتعاون مع روسيا بخصوص القضايا الاقليمية، خصوصاً الازمة العراقية مع الولاياتالمتحدة، كما ابدى عبدالمجيد تقديره للموقف الروسي في مواجهة الضربات الاميركية والبريطانية للعراق. كما عبر مصطفى عثمان اسماعيل وزير الخارجية السوداني عن تقدير بلاده للموقف الروسي بشأن العدوان على العراق، معتبراً ان هذا الموقف اكسب روسيا احترام العالم كدولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن. الى ذلك نظمت الجمعية العربية - الايطالية "البتراء" أول من أمس تظاهرة في مدينة تورينو الايطالية "تضامناً مع الشعب العراقي بعد العدوان الأميركي والبريطاني" الاسبوع الماضي. وشارك في التظاهرة عدد من القوى السياسية والشعبية والاجتماعية اضافة الى ابناء الجالية العربية والاسلامية في تورينو. على صعيد آخر، أعلن رئيس مجلس النواب الأردني عبدالهادي المجالي ان البرلمان الكويتي اعتذر رسمياً عن عدم المشاركة في الدورة الطارئة للاتحاد البرلماني العربي المزمع عقدها في عمان الأحد المقبل لبحث "ما تعرض له الشعب العراقي الشقيق خلال الآونة الأخيرة". وأوضح المجالي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان الأردني امس ان موقف بلاده من "ادانة العدوان واستنكاره، والوقوف مع حق الشعب العراقي في التوصل الى نهاية لهذا الليل الدامس" أظهر "توافقاً وطنياً أردنياً برلمانياً وحكومياً".