بدا ان الانسحاب الذي أعلنته القوات الصربية من كوسوفو اقتصر على تبديل قطاعات عسكرية، فيما كشف النقاب عن مجازر ارتكبها الجنود الصرب طاولت مئات المدنيين الألبان بينهم أطفال ونساء. ولاحت أمس الأربعاء امكانات قيام حلف شمال الأطلسي بضربات جوية ضد القوات الصربية في كوسوفو، فيما أكدت موسكو أنها ستفعل ما في وسعها لمنع ذلك. وحذر وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف بعد لقائه مع الرئيسى بوريس يلتسن من استخدام القوة في كوسوفو، على أساس ان ذلك "يزيد المشكلة تعقيداً". وشدد على وجوب الحصول على موافقة الأممالمتحدة وإلا اعتبرت الضربة موجهة ضد الهيئة الدولية. وكانت مصادر الأطلسي لوحت بضربات لأهداف صربية، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها وضعت لائحة بوحدات من قواتها لوضعها تحت قيادة الحلف في حال اتخاذ قرار للتدخل في النزاع المتصاعد في كوسوفو. من جهة أخرى، أبلغ مدير المركز الإعلامي لألبان كوسوفو أنور ماليوكي "الحياة" في مكالمة هاتفية من بريشتينا أمس ان الهجمات الصربية تواصلت في انحاء كوسوفو "وتركز أشدها على قريتين في بلدية اوراشيفاتس". وبشأن تصريح وزير الخارجية اليوغوسلافي جيفادين يوفانوفيتش حول انسحاب الوحدات المدرعة الصربية إلى ثكناتها، أوضح ماليوكي ان ما شوهد خلال النهار كان خدعة، إذ يتعلق بتبديل القوات. وحلت أرتال جديدة من دبابات محل التي انسحبت. وأضاف: "ينبغي أن تسمح السلطات الصربية لوسائل الاعلام بالتنقل الحر في المناطق التي تقصفها الدبابات والمدفعية الصربية للتأكد بأن القوات المعتدية لا تزال في مواقعها وتستخدم كل ما في مقدورها من عنف وتدمير ضد القرى الألبانية وتشرد سكانها". وخصصت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا 7 من أصل صفحاتها الپ16 أمس الأربعاء لصور المدنيين الألبان الذين قتلهم الصرب في هجومهم الأخير. وأظهرت الصور شيوخاً ونساء وأطفالاً قتلوا بملابس مدنية. وقالت الصحيفة إنها "شهادة على مدى بشاعة الحقد الصربي على الوجود الألباني في كوسوفو". على صعيد آخر، ذكرت صحيفة "بليتس" الصربية المستقلة الصادرة في بلغراد أمس ان المحاكم الصربية شرعت بمحاكمة أكثر من ألف الباني "ارتكبوا جرائم تتعلق بالتمرد والارهاب في كوسوفو".