وجه الرئيس صدام حسين خطاباً متلفزاً امس وقال إن العراق "صامد في مواجهة العدوان والذل"، داعياً الشعب العراقي الى "مواصلة المقاومة". وعاهد "الشعب العراقي والأمة العربية"، قائلاً: "لن نساوم او نداهن الباطل على حساب الحق". وأضاف في لهجة تحد: "واصلوا المقاومة واضربوا باسم الله والله اكبر وليخسأ المجرمون". وهاجم اميركا والاسرائيليين الذين وصفهم بانهم "الصهاينة الشياطين". واستمر الخطاب خمس دقائق، وبثته قناة "الجزيرة" الفضائية خصوصاً في ضوء اصابة مبنى الاذاعة والتلفزيون العراقي في القصف الاميركي والبريطاني. ووصف مراقبون الخطاب بأنه "خطاب تعبئة"، مشيرين الى انه حمل رسالة فحواها ان صدام ما زال على قيد الحياة. الى ذلك، وصف نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز القصف الاميركي والبريطاني بأنه "عدوان اجرامي ضد العراق والامة العربية والمسلمين والمجتمع الدولي بأسره"، و"يمثل انتهاكا اجرامياً" لميثاق الاممالمتحدة. ولفت الى ان واشنطن ارادت توجيه رسالة مفادها انها القوة العظمى الوحيدة في العالم وانها "مستعدة لفرض قوتها على العالم بأسره". وأشار في مؤتمر صحافي الى "حقائق" عن الأزمة العراقية، اولها "التزوير" في التقرير الذي قدمه رئيس اللجنة الخاصة اونسكوم ريتشارد بتلر من اجل استخدامه "مبرراً للعمل العدواني ضد العراق". وتابع ان "العصبة الصهيونية حول الرئيس بيل كلينتون نصحته بأن يبدأ العدوان للتغطية على اخفاق زيارته للمنطقة ولأسباب اخرى لا اريد الحديث عنها". وأشار الى ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية من ان بتلر اطلع كلينتون على محتويات تقريره السبت الماضي، اي قبل يومين من موعد تسليمه الى الاممالمتحدة، لافتاً الى التنسيق بين اميركا وبتلر في شأن محتويات التقرير اضافة الى توقيته. وتحدث طارق عزيز عن "حقيقة اخرى هي ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا كانتا ولا تزالان تنتهكان اعراف الاممالمتحدة وقوانينها"، مشيرا الى ان قصف بغداد بدأ في الوقت الذي كان فيه مجلس الامن مجتمعاً. ولفت الى ان الصين وروسيا اللتين عارضتا القصف، ادركتا ان ثمة تغييراً خطيراً في ما تريده الولاياتالمتحدة وهو "بسط هيمنتها على العالم بأسره". وعن المناطق التي استهدفها القصف، قال المسؤول العراقي انها شملت مواقع مدنية منها المواقع الرئاسية الثمانية التي "هي مجرد بيوت ضيافة جميلة"، وكذلك بيت ابنة الرئيس حلا، ومبنى الاذاعة والتلفزيون، ومستشفى، ووزارة الدفاع "رغم انهم يعرفون ان ليس فيها الا مكاتب ادارية زاروها مرات". بالاضافة الى مصفاة تكرير النفط في البصرة، ومخازن وزارة الزراعة في تكريت. ورداً على سؤال عما اعلنه الرئيس بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في شأن احترامهما مشاعر المسلمين في شهر رمضان، قال نائب رئيس الوزراء العراقي: "كيف نتوقع من صهيوني مثل كلينتون وصهيوني مثل بلير ان يراعيا مشاعر المسلمين وحرمة شهر رمضان؟ كلينتون صهيوني محاط بعصابة صهيونيين: ساندي بيرغر ووليام كوهين وأولبرايت. وفي حزب العمال البريطاني يعرفون خلفية بلير الصهيونية. انهما كلينتون وبلير لن يخدعا العالم العربي والاسلامي بمثل هذا الحديث". وعن المدى الزمني المتوقع للضربات العسكرية ضد العراق قال طارق عزيز ان الاميركيين والبريطانيين "لا يستطيعون الآن حشد موارد كالتي استطاعوا حشدها اثناء حرب الخليج ولا يمكنهم مواصلة قصف صاروخي لشهر كامل". وتحدث عن توقيت "العدوان" على العراق قائلاً انه مرتبط بفشل زيارة كلينتون لاسرائيل و"بمسألة اخرى لا أريد التحدث عنها". وهل تستهدف الغارات الاميركية والبريطانية الرئيس صدام حسين اجاب طارق عزيز ان "الاميركيين يريدون فرض ارادتهم على العالم العربي والعالم بأسره، وأعلنوا ان هدفهم ضرب النظام العراقي وهذه خطة صهيونية". وأضاف انهم كانوا عام 1991 "يحلمون باستهداف القيادة العراقية وعلى رأسها الرئيس صدام حسين، لكنهم لن يفلحوا في اضعاف العراق الذي يمتد تاريخه آلاف السنين. المغول دمروا بغداد في القرن الثالث عشر وبقي العراق وسيبقى الرئيس صدام على رغم العدوان". وسئل طارق عزيز ان كان العراق سيتعاون مع "اونسكوم" بعد انتهاء الضربات فقال: "هذا الالعوبة بتلر الذي استخدمته اميركا وأعطى تقريره لكلينتون قبل يومين من تقديمه الى الأمين العام للأمم المتحدة قضى على مهمته بمساعدته في التمهيد لهذا العدوان. عندما كنت في موسكو قلت اننا لا يمكن ان نتحمل العقوبات والتفتيش في آن معاً، والآن اضافوا عدوانهم". وعن شروط البريطانيين لوقف الحملة الجوية والصاروخية قال: "فليكن واضحاً ان العراق لن يقبل بأي شرط ولن يقدم أي تنازل. اذا ارادوا الاستمرار في ما يفعلونه لن نتزحزح قيد انملة سواء في ما يتعلق بموقفنا او تجاه قضية فلسطين، لن نقدم أي تنازلات". وتوقع المزيد من "تضامن الجماهير" العربية مع العراق وادانتها "العدوان"، منتقداً دولاً عربية، ورأى أن "العدوان يواجه بمبدأ قومي أصيل"