عدل رئيس الحكومة السابق رئيس كتلة "القرار الوطني" النيابية رفيق الحريري عن حضور جلسة الثقة، بعدما كان مقرراً ان يلقي اليوم كلمة الكتلة، وأناب عنه لالقائها النائب بشارة مرهج. وردّ مقرّبون منه عدم حضوره الى "انه لا يريد الدخول في متاهات خصوصاً ان البيان الوزاري يغرق في حسابات الماضي وتغلب عليه السياسة الكيدية بدلاً من التركيز على المستقبل وتحدياته محلياً وخارجياً، اذ ان لبنان لا يزال يواجه مخاطر خارجية مترتبة على تعثّر العملية السلمية من جراء إمعان اسرائىل في رفض السلام الشامل والعادل". وأكد المقربون ان الحريري تمنّى لو ان البيان الوزاري ركّز على المستقبل ليشارك في مناقشته، مبدياً كل استعداد للتجاوب والانفتاح، خصوصاً ان المستقبل يعني لبنان ككل ولا يخص الموالاة دون المعارضة، وعلى نحو يحتّم علينا الترفع عن التجاذبات السياسية، لمصلحة توحيد الجهود لخدمة بلدنا". ولفتوا الى ان الحريري صارحهم "انه يرفض ان يصنف كأنه شخصية خلافية، بل سيواصل دوره الوطني، كمسؤول في صلب الحياة السياسية وسيكون له رأيه الفاعل في القضايا المصيرية بدلاً من الانجرار الى سجال غير مجد، لا يريده لنفسه أو يتمناه لسواه". وبعدما شدد على ضرورة تحصين الوضع الداخلي. اضاف "اني أقول هذا الكلام من موقع المسؤولية السياسية لا من موقع المعارضة باعتبار ان مواجهة المخاطر لا تخص مسؤولاً دون آخر". وكرر موقفه الثابت من التحالف مع سورية "الذي هو بمثابة خيار استراتيجي واساسي في الدفاع عن مصالحنا القومية المشتركة"، مشيراً الى موقفه من "التعاون مع العهد الجديد وبالذات مع رئيس الجمهورية اميل لحود لما فيه مصلحة لبنان". يذكر ان الحريري عاد فجر امس من باريس، وأجرى قراءة ثانية للبيان الوزاري قبل ان يتخذ قراره عدم حضور الجلسة. ويتوقع ان يغادر في نهاية الاسبوع الى الولاياتالمتحدة الاميركية في زيارة عائلية