أجمعت أوساط المعارضة العراقية على اعتبار أن الضربة الأميركية للعراق باتت "حتمية"، وقد تتخذ في بدايتها شكلاً "تحذيرياً" يبقيها في إطار محدود لفترة. وقالت مصادر المعارضة ل "الحياة" إن "حال الانذار التأهب القصوى أعلنت في صفوف الجيش واخليت مبانٍ رسمية في بغداد"، تحسباً للضربة، فيما أبلغت مصادر أخرى "الحياة" ان "إيران حسمت أمرها باتجاه تأييد إطاحة الرئيس صدام حسين"، وانها "لا تمانع في غطاء أميركي لخطة تنفذها المعارضة العراقية لتغيير النظام". وكشفت المصادر ان المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي الإيراني المكلف ملف العراق آغاي محمدي يواصل في لندن لقاءات مع تنظيمات عراقية معارضة "للتعرف إلى مدى جدية الموقف الأميركي لجهة إطاحة صدام، من خلال الاطلاع على ما دار بين هذه التنظيمات ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن إنديك، وكذلك بينها وبين وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت" في لندن أخيراً. وأوضحت المصادر ان آغاي محمدي موجود في العاصمة البريطانية منذ نحو أسبوع، ولم تستبعد ان يكون التقى مسؤولين في حكومة توني بلير للبحث في القضية العراقية. وأشارت إلى أن المسؤول الإيراني اراد استكشاف ادوار المعارضة العراقية في أي خطط لإطاحة النظام، وأوحى خلال محادثاته مع شخصيات تضم إسلاميين وبعضها مستقل، وشخصيات أخرى بارزة في المعارضة بأن "الأميركيين إذا كانوا جادين في ازاحة صدام فطهران لن تمانع" من دون أن تتعاون مباشرة في تنفيذ أي خطة في هذا المجال. وتابعت المصادر ان إيران "تراقب الوضع في العراق باهتمام وستتبع سياسة أكثر فاعلية بعدما حسمت أمرها لجهة تأييد التغيير". وعلم ان آغاي محمدي أجرى مساء أمس مزيداً من المحادثات مع شخصيات إسلامية في المعارضة، واعتبرت أوساط مطلعة ان رغبة الجانب الإيراني في استكشاف مدى جدية الموقف البريطاني في الدعوة إلى اطاحة صدام "مؤشر مهم"، علماً أن طهرانولندن كانتا بدأتا مرحلة التطبيع لعلاقاتهما قبل أسابيع. يذكر ان موضوع التغيير في العراق كان محوراً بارزاً في محادثات نائب الرئيس الإيراني حسن حبيبي في دمشق أخيراً، وحذرت سورية من "خطورة" الدعوات الأميركية إلى اطاحة صدام، رافضة أي تدخل خارجي في هذا المجال. وكان الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس فولي اكد في وقت متقدم ليل الثلثاء ان واشنطن لا تحتاج الى موافقة اي جهة بما في ذلك الأممالمتحدة، لدعم المعارضة العراقية في محاولاتها اطاحة صدام راجع ص 4